عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


 
احتفل العالم منذ أيام قليلة ( 8 مارس) بيوم المرأة، وعلي الرغم من أن الاحتفال الأول بهذا اليوم قد بدأ بشكل غير رسمي في 8 مارس 1909، إلا أن بداية المشهد تعود إلي ما يزيد عن 150 سنة في الولايات المتحدة الامريكية، ففي عام 1856م خرجت آلاف النساء إلي شوارع نيويورك للاعتراض علي ظروف العمل اللاإنسانية التي عملن تحتها، وبعد مرور ما يقارب من 50 سنة، تكرر هذا المشهد عام 1908 حيث عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من أجل تقليص ساعات العمل ومنع عمالة الاطفال، وقد حملن في مظاهراتهن بعض أرغفة الخبز وباقات الورد، كي ترمزن لسلمية المسيرة التي تطالب بمجرد الحق في الحياة.  
واستمر الاحتفال بيوم المرأة منذ عام 1909 بشكل غير رسمي وفي نطاق محدود بالولايات المتحدة الامريكية وبعض دول اوروبا، إلي أن اعتمدت منظمة الأمم المتحدة اليوم العالمي للمرأة لأول مرة سنة 1977 ليتحول هذا التاريخ إلى رمز لنضال المرأة وحقوقها، يتم الاحتفال به سنويا.
ولكن علي مستوي الأسرة المصرية، هل يكون الاحتفال بالمرأة ليوم واحد فقط، لتكون باقي أيام السنة (364 يوماً) احتفالات للرجل يمارس فيها سيطرة وهيمنة داخل الأسرة؟ أم أن المرأة تحظي بحقوقها طوال أيام السنة، وتكون السلطة لها، مهما كان موقعها داخل الأسرة، كأم أو أخت أو زوجة؟ أم أنها تكون الطرف الأضعف ضمن هذه الجماعة الاجتماعية الصغيرة؟ أم أن علاقاتها داخل الأسرة متوازنة ومستقرة؟
وهنا تلعب الأسرة عبر التنشئة الاجتماعية دوراً هاماً في بناء شخصية المرأة وفي تحديد ملامح مستقبلها، وفي دعم ثقتها بنفسها وبالآخرين، حيث تدفع المرأة لأن تكون علي وعي بحقوقها وواجباتها، وإدراك واضح لمسئولياتها، كما تؤهلها لكي تسلك طريق الاعتماد علي ذاتها والاستقلال في اتخاذ قرارتها، في سبيل ان تجد طريق لخلق ذاتية خاصة بها، كما تساهم التنشئة الاجتماعية في تكوين العقلية النسوية المستقلة لدي المرأة عن طريق دعم وتطوير مفاهيمها عن ذاتها كإنسانه تحظي بأدوار اجتماعية متنوعة، وعن طريق تعليمها كيفية أداءها المهام المختلفة التي تفرضها عليها هذه الادوار، فالتنشئة الاجتماعية متوازنة بين النوعين إلا أن الطبيعة البيولوجية فرضت اختلافا في توزيع الأدوار الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها.
ويقع علي عاتق الأسرة  الدور الأكبر في عملية توزيع هذه الأدوار الاجتماعية من خلال القيام بوظائف الضبط الاجتماعي، والحماية الاقتصادية والنفسية لأعضائها، بالإضافة إلي الوظيفة المعنوية التي تتم من خلال التفاعل العميق بين أعضاء الأسرة، وفي هذا الإطار تعد الأنشطة المتعلقة بالأبوة والأمومة أساس التربية وكذلك أساس العلاقات والروابط بين أعضاء الأسرة، وترتبط هذه الأنشطة بسلطة كل من الأب والأم داخل الأسرة ومجالات هذه السلطة وأسلوب ممارستها، فهل يتم ممارستها بأسلوب ديمقراطي؟ ام يتم تفويض احد أعضاء الأسرة بها؟ أم تتم ممارستها بأسلوب دكتاتوري من جانب أحد الطرفين؟
ومن هنا يمكن القول بأن "كلهن مميزات" إذا عمل المجتمع علي دعم وإبراز هذا التميز.