رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى المضمون

قضية عادلة وحرب شريفة، وإدارة احترافية.. تلك هى اللحظة التى حانت الآن لحسم قضية سد النهضة.. نحن فى الأمتار الأخيرة للصراع إما الانفراجة الكاملة وتوقيع إثيوبيا للاتفاق الأخير، أو انقضاض الصقر المصرى دفاعا عن وجود أعرق شعوب الأرض.. المياه والنيل لا يمكن فيهما التفريط، وإدارة مصر للأزمة طوال السنوات الماضية تعاملت بشكل فيه صبر وحنكة، ودفع فى اتجاه هذه العقدة المستحكمة الآن.. الرئيس عبدالفتاح السيسى بدأ منذ اللحظة الأولى لا يميل إلى صدام قبل الأوان، وحرص على إثبات موقف ظاهر جلى أمام العالم بأن مصر لن تعدى أبدا، وأنها ستسلك الطرق الدبلوماسية إلى النهاية.. ونجحت إدارة السيسى فى النهاية بسبب الحرفية العالية فى التعاطى مع الأزمة فى تعرية إثيوبيا أمام العالم، وإظهارها بأنها الطرف الباغى الذى يريد بناء سد على جثث شعب بالكامل.. الغباء الإثيوبى صور لهم أنهم قادرون على الخداع للنهاية، وبناء السد كما يزعمون بدون أى التزامات، وإهدار حقوق تاريخية لا يمكن التفريط فيها.

مصر على الجانب الآخر تركتهم يلعبون ويماطلون ونصبت لهم فخا لا يمكن الفكاك منه فإما التوقيع على الاتفاق الذى سبقتهم إليه مصر برعاية أمريكية، وإما الدفاع الشريف عن حقوقنا حتى لو تطلب الأمر حلا عسكريا يلقى قبول دول العالم بعد الحصار الدبلوماسى الذى تلعبه الدبلوماسية المصرية فى تلك اللحظة.

إثيوبيا التى دأبت على المماطلة وجدت نفسها الآن أمام لحظة الحقيقة، وقبل رفضها الذهاب إلى الولايات المتحدة المصرية، استبقها الرئيس السيسى بتصريح لا يمكن إغفاله عندما قال لا يمكن ملأ السد بسياسة الأمر الواقع، وفى نفس الوقت ذهب الوفد المصرى ووقع على الاتفاق بالأحرف الأولى.. وهنا كسبت مصر ورقة جديدة وقوية تستطيع بها الذهاب إلى مجلس الأمن الدولى والتحكيم، بل واستخدام الحل العسكرى المبرر دون تردد.

مصر ستنتصر.. مصر أقوى بتاريخها، وعدالة قضيتها.. لا يوجد منطق فى العالم يبرر لإثيوبيا ضرب عرض الحائط بكل هذه الاتفاقيات.. ولا يوجد مخرج أخلاقى لها فى بناء هذا السد.

أما مصر فلديها الآن كل أوراق القوة أولها موقفها منذ البداية فى استنفاد كل الوسائل السلمية، بجانب أوراق أخرى منها قوتها العسكرية ونفوذها فى المنطقة وأفريقيا.. بالإضافة إلى قوة منطقها والتفاف الشعب بالكامل حول الرئيس فى هذه القضية المصيرية.