رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

اعتدنا فى الفترة الأخيرة على عادة قبيحة.. وللأسف منتشرة بين النخبة بنفس مقدار انتشارها بين عامة الناس.. ولا أعرف السبب الحقيقى لها، وهى اتخاذ بعض الأحداث والمناسبات وسيلة لتصفية الحسابات مع اشخاص أو جهات.. وحتى مع الدولة نفسها، والكثير من الناس ما تصدق تتحين الفرصة لتوجيه الاتهامات ضد الآخرين.. بحق أو بغير حق.. وسط أجواء من التربص والتشكيك فى كل موقف وقرار.. وأصبحنا نمسك على الواحدة و«نتلكك» على الكبيرة والهايفة.. وهذا لا يدل على صدق النوايا أو الجدية فى التعامل مع القضايا والمشكلات المهمة بالمستوى الذى يليق بأزماتنا الحقيقية.. ولكنه يدل على كراهية وصراعات شخصية ونوازع ذاتية لا موضوعية، ونوع من تصفية الحسابات الرديئة والمسيئة!

وعلى سبيل المثال لا الحصر للأحداث التى ينطلق منها البعض للهجوم والانقضاض بشراسة على من يخالفونهم فى الرأى أو حتى فى المصالح والمواقف كانت مناسبة تكريم عالمنا الكبير البروفيسيور مجدى يعقوب فى دولة الإمارات العربية، وهى واحدة من المناسبات الأخيرة التى اتخذوها كمنصة لقصف الخصوم من أكثر من اتجاه.. فهناك فريق وجدها فرصة للمزايدة على المستوى السياسي، وفريق ثان ارتدى العمامة واضجع وأطلق احكامه الدينية، وفريق ثالث سال لعابه لضرب الاعلام المصرى من أساسه واتهمه بالغياب والانفصال عن الواقع الحقيقى الذى لا يراه أحد غيره!

الفريق الأول أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد بأن يهاجم الدولة والحكومة من ناحية وأن ينافق دولة الإمارات وحكومتها من ناحية أخرى.. حيث راح هذا الفريق يكيل المديح مديحين للإمارات ولرئيس حكومتها وحاكم دبى الشيخ محمد بن راشد بتكريمه الدكتور مجدى يعقوب تكريماً يليق بمكانته العلمية الكبيرة، وكيف كان لهذا التكريم من صدى فى زيادة التبرعات لمركز يعقوب الجديد حتى وصلت أكثر من 360 مليون جنيه، حسب الرقم المعلن.. وبدا هذا المديح من هذا الفريق كما لو كان ذماً، مبطناً أو صريحاً، للدولة والرئاسة والحكومة المصرية التى لم تكرم الدكتور يعقوب مثلما كرمته الامارات، وكما لو أن الدكتور مجدى شخصية غير راض عنها من الدولة والرئاسة والحكومة وهذا غير صحيح بالمرة.. فقد كرمت مصر دكتورنا الجليل من قبل بقلادة النيل العظمى وهى أرفع وسام مصري، وهو من أبرز علماء المجلس الاستشارى للرئيس السيسي، والذى يحرص أن يكون حاضراً وبجواره فى افتتاح الكثير من المؤتمرات والمشروعات الطبية الكبرى.. وهذا لا يعنى أن العالم الجليل لا يستحق المزيد من التكريم.. ولكن تكريمه فى الإمارات لا ينقص ابداً من مقدار تكريمه فى مصر.. وغير ذلك هو صيد فى الماء الصافي!

أما المزايدة الدينية المتخلفة، التى تلفظ بها هذا الداعية النكرة بعدم جواز دخول المسيحى الجنة فى إشارة خبيثة للدكتور الجليل فهذا لا يستحق أن ترد عليه دار الإفتاء ولا كان يجب أن ترد عليه.. ولا كان يجب كذلك على الأوقاف الاكتفاء بإيقافه.. ولكن يجب محاكمته.. ويقول القانون كلمته ليكون رادعاً لأمثاله الذين يسعون لهدم هذا البلد بمن فيه.. فهذا لا يختلف كثيرا عن الإرهابيين الذين يقتلون أبناءنا بالسلاح وهو يقتلهم بالأفكار المسمومة.. وبالنسبة للفريق الذى انتهز الفرصة لضرب كرسى فى الكلوب فى فرح ماسبيرو بعد تطوير القناة الأولى شكلاً وموضوعاً، وعاب عليه أن يستضيف الممثل محمد رمضان بينما يتجاهل تغطية تكريم الدكتور مجدى يعقوب فى الامارات.. فهذه يمكن اعتبارها خطئًا إعلاميًا.. وليست سقطة لماسبيرو كله.. إلا إذا ارادوا التقليل منه دائما وتحطيمه حتى اسقاطه!

 

[email protected]