رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

كنت أتمناه حاضرا، غاب المشير محمد حسين طنطاوى عن جنازة الرئيس مبارك لعارض صحى، شفاه الله وعافاه. وهن العظم من المشير واشتعل الرأس شيبا، وهم السنين مرسوم على قسمات وجهه، ويثقل حركته، بالكاد يقف على قدميه، ولكنه ينظر برضا إلى ما قدمه حبا فى هذا الوطن.

يوما بعد يوم يظهر الوجه الحقيقى الأصيل للمشير طنطاوى من بين ركام الأكاذيب التى راحت تتهمه بما ليس فيه، وتحمله ما لا يحتمل، وتثير غبارا حول دور الرجل الذى اختاره القدر فى لحظة فارقة ليحمل الأمانة التى تنوء بحملها الجبال، وحملها طنطاوى صابرا محتسبا متسلحا بصبر جميل.

جمل الحمول، هو المشير طنطاوى بشحمه ولحمه وصمته، رجل صموت يقتات الصمت كالجمال، حمل العبء ثقيلا، وقاد البلاد فى عاصفة هوجاء على احتمالات مفتوحة، عينه وعبادته ودينه وديدنه أن يسلم البلاد سالمة آمنة لأهلها، كما تسلمها أمانة فى لحظة قدرية، كان قائدا عاما للقوات المسلحة وزيرا للدفاع.

المشير طنطاوى سيذكره التاريخ المكتوب مؤتمنا على الأمانة، أدى الأمانة لأهلها كاملة، ومرق من الفخاخ الدولية والمحلية المنصوبة، وأصابه مس من اتهامات إخوانية عقورة، وصمت صمت الصابرين على البلاء، سيأتى يوم يكتب التاريخ الحقيقة، ويكشف الغطاء عن المخلصين والآخرين، ويقول المؤتمنون كلمتهم فى سنوات المجلس العسكرى فى حكم البلاد.

صمت المشير طنطاوى خليق بالاحترام، احترام وطنى لصمته البليغ، وكفى تنمرا على صمت المشير، وإذا كان لنا نحن المحبين من أمنية، هى شهادة المشير طنطاوى على سنوات عجاف، الشهادة حق للأجيال المقبلة، شهادة للتاريخ، بالحوادث والأسباب والمسببات والمواقف، من احترم العلم ومن خان، من باع ومن اعتصم، من ومن، وكيف وقف المشير ومجلسه العسكرى شامخا لينقذ البلاد من فوضى كانت مقدرة لتحيل البلاد إلى هشيم تذروه الرياح عصفت بالجوار عصفا وأسقطت دولاً، أحالتها إلى فوضى عارمة يقتل فيها الأخ أخاه ولا يدارى سوءته.

لماذا نشدد على تسجيل شهادة المشير طنطاوى أطال الله عمره، لأنها ترد على جبال من الأكاذيب تسد عين الشمس، وتحجب الحقيقة كاملة كجبال عن أجيال غابت عنها الحقيقة وغيبت تمامًا عن مقاصد رجال المجلس العسكرى، شهادة تضع النقاط ساطعة فوق حروف شاهت وتشوهت بفعل فاعل، يفصل المشير فى اتهامات غبية عقورة لا تزال تطارد مجلسه العسكرى، تتهمه بتسليم البلاد للإخوان، الإخوان كانوا ابتلاء ابتليت به البلاد، ورفع الله سبحانه الغمة، غمة وانزاحت.

ما رشح من مذكرات وذكريات عن رموز هذه الفترة الحالكة السواد ينقصه رواية المشير طنطاوى، وهو أصل وفصل كل الحكايات والشاهد الحى على الأحداث، يكفيه شرفا الانحياز إلى ثورة الشعب، وقاد الجيش إلى مكانه الصحيح فى قلب الشعب حاميا أمينا، منع حربا أهلية وقودها الناس والحجارة، وعلى هدى من خطوته كان مكان القوات المسلحة فى قلب ثورة الشعب فى 30 يونيو، خلق الجيش من ضلع الشعب، وطنطاوى من ضلع الشعب الطيب.

المشير العظيم يذكرك بكل ما هو أصيل من الأصالة، والطيب من الطيبة، ويكفيه أنه كان جنديا مجندا فى حب الوطن، ومنذ بزوغ اسمه بطلا لمعركة «المزرعة الصينية» وهو يبذل قصارى جهده فى سبيل رفعة العلم، حاميا لحدود الوطن، محتسبا ربه، اللهم أنعم عليه بطول العمر، والعافية، والصحة، وأن يظل بيننا يلهم المحبين جادة الصواب الوطنى، بوركت سيادة المشير، وبارك الله أيامك.