عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

 

رغم أنى لم أكن يوما من مؤيدى الرئيس الراحل حسنى مبارك، إلا أنه لابد لى أن أذكر محاسن أعمال هذا الرجل بعد رحيله، عملا بالقول المأثور (اذكروا محاسن موتاكم ).

وللتاريخ، فبعد انتخابى عام 1984 عضوا بمجلس الشعب عن حزب الوفد، ونظرا لعلاقاتى الطيبة بأغلب الناس، نشأت علاقات وثيقة بينى وبين بعض الجهات السيادية فى الدولة نتيجة لقربى من المرحوم فؤاد باشا سراج الدين رئيس الحزب، وظللت طوال أربع سنوات تقريبا حلقة الوصل بين رئاسة الجمهورية من ناحية وبين رئاسة حزب الوفد من ناحية اخرى، فكانت هناك علاقة غير مباشرة بينى وبين الرئيس الراحل حسنى مبارك، وقد حدث أن طلب منى عدة موضوعات لعرضها على رئيس حزب الوفد، وبالعكس كان رئيس الحزب يطلب بعض الأمور أنقلها للمسئولين الذين يقومون بعرضها على الرئيس الراحل حسنى مبارك. وللحق، فإن أغلب ما كنا نطالب به من إصلاحات كان الرئيس الراحل حسنى مبارك يستجيب إليه.

أما الشىء الأهم فى تقديرى، أن الرئيس الراحل حسنى مبارك اصر على عدم مغادرة البلاد بعد اعتزاله لمنصبه، رغم وجود دعوات كثيرة من بعض الدول الصديقة لاستضافته، فقد اصر وفضل أن يتحمل كل ما قد يوجه إليه بشجاعة ووطنية الرجل المحارب، فكان على علم بأن هناك اتهامات سوف توجه ضده إلا أنه لم يرحل عن وطنه، فكان دائما يؤكد أنه لن يترك هذا البلد، ويقول (عشت فيها، وسأموت وادفن فى ارضها). وللحق فقد تقبل الرئيس الراحل حسنى مبارك بشجاعة كل ما وجه إليه من اتهامات وتحمل مشقة الذهاب للمحاكمة والمكوث فى قفص الاتهام والانصياع للأوامر فى محاكمته، رغم أنه ذات يوم كان رئيسا للبلاد.

الشىء الذى لا ينكره أحد، هو دور الرئيس حسنى مبارك فى حرب أكتوبر سنة 1973 حيث كان قائدا عاما للقوات الجوية، فقاد الضربة الجوية الأولى ضد العدو، تلك الضربة التى كانت لها أبعد الأثر فى إرباك وتدمير خطوط العدو، فكانت وبحق التمهيد الأول للجيش المصرى فى عبور قناة السويس وتخطى خط بارليف المنيع والاشتباك مع ما تبقى من جنود العدو فى سيناء. هذا الدور البطولى لا يستطيع اى جاحد إنكاره، فكان له ابعد الأثر فى نجاح خطة الحرب وانتصار قواتنا المسلحة على العدو الصهيونى.

اما عن الأعمال الأخرى التى اذكرها للرئيس الراحل حسنى مبارك، فعلى ما اذكر أنه أنشأ مدينة 6 أكتوبر ومدينة العاشر من رمضان، فقد انشأ هاتين المدينتين من أجل إيجاد أراض جديدة للتوسعة العمرانية، واذكر أيضاً أنه هو الذى انشأ ونفذ محور 6 أكتوبر الذى ربط بين القاهرة ومدينة 6 أكتوبر فكان محورا عظيما فى ذلك الوقت، ولا ننسى مترو الأنفاق -أول مترو للأنفاق فى منطقة الشرق الأوسط - فقد تم إنشاؤه فى عهد الرئيس حسنى مبارك، وهناك مشروع توشكى ويعلم الله إذا كان هذا المشروع قد ولد ميتا أم أن الحياة مازالت تدب فيه، ولكن اعتقد مع الظروف التى نمر بها من جانب الحبشة لا أعتقد أن هذا المشروع يمكن أن يرى النور قريبا.

هذا ما اذكره من أعمال الراحل حسنى مبارك، وجلّ من لا يسهو، ولكن ما استطيع قوله أن الرئيس الراحل ظل حاكما لمصر لمدة 30 عاما، بالإضافة لكونه ظل لمدة 6 سنوات نائبا للرئيس الراحل انور السادات، أى أنه كان فى القيادة الأولى لمصر لمدة 36 سنة، وبمقارنة بسيطة بين ما قدم لمصر وشعبها فى هذه الفترة وبين الخدمات والإصلاحات التى قدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى فترة حكمه التى لم تتعدّ 6 سنوات، فإن ما قدمه حسنى مبارك لا يعدو أن يكون قطرة فى بحر ما قدمه الرئيس السيسى.

رحم الله الرئيس السابق حسنى مبارك وأسكنه فسيح جناته، ولأسرته وأحبائه وكل من تعاون معه خالص العزاء.

وتحيا مصر.