رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يرحم الله الدكتور نعمان جمعة، الذى لما شارف حدود الرحيل طلب من أسرته ألا تقيم له عزاءً، والغالب أنه لم يطلب ذلك من فراغ، وأنه كان يرغب فى ألا يتكرر فى سرادق عزائه، ما عاش هو يراه فى كل عزاء ذهب إليه لأداء الواجب فى عزيز!

وفى عزاء الرئيس الأسبق مبارك، تابع الذين حضروه أشياء مما كان الدكتور نعمان قد بادر بقطع الطريق عليها، فأوصى بما أوصى به عن تجربة ومعرفة!

فالمتصور أن العزاء طقس دينى له مقتضيات تحكمه، والمفترض أن كل واحد يفكر فى الذهاب لأداء مثل الواجب، إنما يعرف تمامًا أن مراعاة الشكل والأصول فى أثناء أداء العزاء مسألة واجبة، وأن التخلى عن ذلك يحول المناسبة إلى أى شيء، إلا أن يكون هذا الشيء هو عزاء فى فقيد!

ولكننا رأينا فى سرادق مبارك ما أثار اشمئزاز الكثيرين جدًا، سواء الذين كانوا هناك وعاينوا بأنفسهم، أو الذين تابعوا عن بُعد من خلال الصور المنقولة على وسائل التواصل الاجتماعى!

فهذا ممثل أفسد عقول الشباب، لم يشأ أن يكتفى بما أفسده فى عقولهم، وراح يفسد عزاء الرئيس الراحل فيتحرك فى المكان ولا يستقر فى مقعده، ومن ورائه يتحرك مجانين كثيرون راحوا يلتقطون الصور، وكأنهم فى قاعة فرح وليسوا فى قاعة عزاء!

وهذا مطرب اشتهر بالتنطيط على منصات الغناء، قد راح هو الآخر يتجول فى أرجاء القاعة، وكأنه ينبه الجميع إلى حضوره، أو كأنه يدعو الراغبين فى التقاط الصور معه، فلا ينفرد الممثل مفسد الشباب وحده بالكاميرات والأضواء والعدسات!

كان هذا كله يجرى بينما الكثيرون ممن جاءوا لأداء الواجب فى هدوء، يتابعون ما يحدث فى قرف، وفى يأس، وفى إحباط!

وكان هذا كله يجرى، بينما الميكروفون يلفت انتباه الذين يشاركون فى هذا العبث، إلى أن المقاعد فى الخلف تنتظر المعزين المهرولين وراء الممثل والمطرب، لعل مقرئ القرآن يستطيع أن يواصل قراءته، ولعل القادمين من خارج المسجد يتمكنون من الوصول إلى داخل القاعة!

ولكن الميكروفون الذى كان فى واد، بينما المهووسون بالصور السيلفى فى واد آخر، يتحلقون حول الممثل مفسد الشباب مرة، وحول المطرب الذى يتنطط أكثر مما يغنى مرةً أخرى، وبينما مقرئ القرآن يفتش عمن ينصت إليه.. فلا يكاد يجد إلا القليل!

ولم يكن هذا جديدًا من نوعه على كل حال، فقاعات العزاء صارت فى الغالبية منها مكانًا للحديث والنميمة أكثر منها مكانًا للإنصات إلى كلام الله، أو للتعبير عن مشاعر الحزن فى فقدان انسان!

لم تعد كما عشنا نعرفها إلى وقت قريب!.. ولكن مبارك حظى رغم هذا كله بعزاء يليق به، باعتباره بطلًا من أبطال النصر المجيد!