عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشاوير

كان من الممكن ونحن علي بعد أيام من ٢٥ يناير ان يكون يوما للاحتفال بذكري ثورة عظيمة أفرزت أخطاء كبيرة وأحيت آمالا عريضة..صحيح اننا دفعنا ثمنا حتي نصحح تلك الاخطاء فيما بعد في ثورة ٣٠ يونية ..ولكن هذا لايمنع انه لولا ٢٥ يناير ما وصلنا لما نحن فيه الآن.. مازلنا نعاني ولكننا ان شاء الله علي الطريق.. إذاً ماذا حدث لماذا فصلنا الثورتين واصبح لكل واحدة مؤيدون واعداء .؟.الحقيقة اننا أخطأنا خاصة كل من تقدموا الصفوف في الثورتين..تركنا الأولي للإخوان والثانية للمستيفدين من كل الأنظمة..من تصدروا ٢٥يناير اضاعونا ومن ركبوا ٣٠ يونية يواصلون نفس الأخطاء..كلهم فاسدون سياسيا همهم الوحيد المكاسب والنفوذ ..الرئيس السيسي في رأيي اعتمد سياسة حسن النوايا مع اتباع النظام السابق ومن تربوا في كنفه أحسن الظن بهم.. طمأنهم فخانوه.. تخلوا عنه واكتفوا ببعض الشيكات في حساب تحيا مصر ولو راجع الرئيس ملفاتهم لوجد مليارات أخذوها من نظام مبارك في صورة أراض وتراخيص وتوكيلات وغيرها من المصالح الكبيرة التي لم تكن متاحة لغيرهم.. اما بعض الإعلاميين فقد حركتهم غريزة الانتقام من الثورة الأولي مزقوها بألسنة حداد..داسوا علي دستور ٣٠ يونية الذي يضع ثورة يناير في عليين ويصفها بأنها ثورة الشباب اثق ونحن في شهر يناير ان كل الدعوات  التي تطلقها جماعة الإخوان وحلفاؤها مصيرها الفشل -ليس لأننا وصلنا لحد الرضا ولكن لأن الشعب لم يجن شيئا من الثورتين..حياته الي الأسوأ.. الثورة القادمة ليس لها عنوان الا الفوضي وهذا مالا يتمناه أحد.. والحقيقة ان كل الدعوات التي تطلق دعوات غبية لأنها تتجاهل ان من خرجوا في ٣٠ يونية ونجحوا في الخلاص من الإخوان يدركون تماما ان مساعدة في ثورة علي السيسي معناه إعادة الإخوان وبشكل اكثر بؤسا من عام مرسي..وعلي بعض الداعين الي تلك الثورة الوهمية مراجعة انفسهم قبل ان يضعوا كل البيض في سلة الإخوان وحلفائهم..نعم هناك سلبيات والنظام السياسي الحالي لم ينجح في حلها.. وأزيد اننا نعيش أياما صعبة اقتصاديا ومازال الشباب بلا عمل ..كل هذا موجود وقاس علي الجميع ولكن الفوضي اشد قسوة..لن أكرر كلاما من نوعية شوفوا مايجري في الدول من حولنا وغير ذلك لأن المصري يعرف كل ذلك بفطرته ولا يحتاج لمن يذكره.

كنا نتمني ان نحتفل كل عام بـ٢٥ يناير بلا أي منغصات ويبدو انه حلم بعيد المنال بسبب جماعة غبية تواصل غباءها منقطع النظير في التحريض والإرهاب من أجل استعادة ملك لم يستحقوه.. وفي نفس الوقت فإن نظام ما بعد ٣٠ يونية يفقد البوصلة احيانا ويسير في اتجاهات لاترضي كل المصريين..

زيارة الرئيس للكاتدرائية خطوة في الطريق الصحيح..المشروعات الكبري ايضا مهمة لتثبيت النظام الجديد وقطع الطريق علي شائعات الإخوان..ولكن لاتزال هناك سلبيات كبيرة وإرث من المظالم لم تتحرك الحكومة للقضاء عليها..البرلمان الذي سيبدأ اولي جلساته غدا قد يكون عقدة جديدة وتعميقاً للشعور بأننا نعود الي الخلف ..وقد يكون حلا اذا تصدي لقضايا لا يستطع الرئيس بمفرده مواجهتها ..قضايا من نوعية العدالة في التوظيف في دواليب الدولة المهمة..وحل مشكلة البطالة والدفع في اتجاه انتشال فئات محبطة تبحث لها عن مكان في بلدها.

هذا البرلمان الوليد اما ان يكون  اشبه ببرلمان ٢٠١٠.. أو يفاجئنا بصورة أخري مختلفة تؤدي الي نقل الاحتجاجات من الشارع الي المناقشات المفيدة والقرارات التي تترجم الي عدالة بين الناس.

الوقت أمامنا لتحويل ٢٥ يناير الي أيقونة للسعادة وإذا لم ننجح فإن  ذكراها ستظل تقطع في القلب وتنغص عيشتنا علي ثورة دفعنا ثمنها ولانزال ندفع ..قتلها في النفوس ليس حلا والأفضل هو تحقيق أهدافها النبيلة قبل فوات الأوان.