عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ظاهرة الشاب  « محمد رمضان « أثارت لدي أفكارا تتعلق بالقيم والاعلام والتنوير ودعونا نتناول هذه الظاهرة بشكل هادئ ومحايد وبدون انحياز إلا للحق فقد أحدثت الإستضافة التليفزيونية للممثل المثير للجدل ردود فعل متباينة خاصة في السوشيال ميديا وارى ان اغلبها كان في حالة صدمة خاصة وكان يمكن تجنب حدة الهجوم عليه اذا اعترف بخطئه لكن رفض القيام بذلك وحمل خصمه الخطأ المتسبب فيه.

وكنت اتصور ان فريق عمل البرنامج يريد تحقيق سبقا في اولى حلقات برنامج توك شو يذاع من شاشة (التليفزيون الرسمي) فربما  ينجح في تسوية مشكلة الممثل مع الطيار الموقوف عن عمله لمخالفته لوائح الطيران بتصوير رمضان مع الطيار داخل قمرة القيادة وذلك بالتصالح بينهما والسيناريو الاكثر إثارة اذا تم التأثير على  سلطة الطيران المختصة لتتراجع عن قرار الوقف واعتقد انه في حالة نجاح التسوية بهذا الشكل كان سيعتبر انجازا يحسب للبرنامج الذي يقدمه الاعلامي وائل الابراشي لاسيما اذا كان الطيار قد شارك بحضوره  في الحوار على الهواء.

لكنه يبدو ان فريق العمل لم يدر بخلده هذا السيناريو واكتفى بأن يعطي محمد رمضان فرصة تجاوزت الساعة تقريبا لاستعراض مواهبه – غير العادية – التي جعلته يتباهى انه صاحب الاجر الأغلى على الاطلاق ثم جاء الحل على لسان الضيف باستعدادة دفع راتب الطيار لحين حل المشكلة وهو امر لا اعتقد ان الأخير يمكن أن يقبله لسبب بسيط ان المشكلة وصلت للقضاء وأن موافقة الطيار على مقترح رمضان سيصب في صالحه قضائيا على حساب ادعاءات الخصم.

ونعترف أن  البعض ممن يقتدون بالشاب محمد رمضان  ويجعلونه مثلا أعلى لهم  يرون في الاعلام وسيلة لترويج نسق قيمي أراه لا يتفق واخلاقيات المجتمع ولهذا إن  تقديم رمضان نموذجا للفنان المصري في بداية مرحلة لتطوير إعلام الدولة قد جانبه الصواب وان كان      - من وجهة نظري - ان الممثل محمد رمضان ومن على شاكلته يعتبرون ضحايا الأعمال التي يقدمونها وغالبيتها تشجع على العنف والخروج عن المألوف وهي مشكلة المنتج والمؤلف والمخرج قبل ان تكون مشكلة الممثل لكنه يدفع الثمن لأنه الواجهة.

بعبارة أخرى نقول :  أليست ملامح رمضان تمثل الشاب المصري الاسمر الصعيدي ؟ اعتقد ان لديه امكانيات قد تساعده توظيفها بشكل سوي على صنع نجومية حقيقية على غرار الفنان الراحل احمد زكي وشاهدت له دراما سينمائية تجعلنا نصنفه ضمن فناني الكوميديا اذا استمر في هذا النهج.

 اذن توظيف وإدارة امكاناته الفنية بشكل صحيح كانت ستنقذه من حالة الهجوم غير المسبوقة التي يتعرض لها وكان موضوع الطيار بالنسبة لها القشة التي ( قصمت ظهر البعير)   

وما يعنينا هنا أن نطرح تساؤلا : هل هذا هو الآداء الإعلامي الأمثل اليوم ؟ بصراحة شديدة إن الاصرار على تسيد هذا النمط الفكري المشهد في وسائل إعلامنا يعكس نوعا من الهشاشة الثقافية التي بطريقة او باخرى أثرت سلبيا على تشكيل الوعي الجمعي للجمهورالذي يلتف حول جهاز « التليفزيون « ساعات طويلة من حياته اليومية ويقوم بوظيفة التربية الاعلامية لأجيال كم هي في حاجة لمشروعاته التنويرية التي تضيء لهم معالم الطريق !