عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تلعب توجهات الإدارة نحو المنظومة التعليمية دوراً محورياً في إنجاح هذه المنظومة أوإفشالها باعتبارها الجهة المختصة برسم السياسات وتدبير الموارد المالية وإعداد الكوادر البشرية وتمكينها وتطوير قدراتها وصقل مواهبها وتحديد غايات التعليم وصياغة المناهج وتطويرها، ولكون الإدارة هي القاسم المشترك بين المنظمات والهيئات العامة والخاصة والمشرعة للأنظمة واللوائح والموجهة لإنتاج السلع والخدمات، فهي بدورها المحرك لأى مؤسسة تعليمية لتكون اللبنة الثانية بعد الأسرة، والمعنية بتوجيه الفكر والسلوك استقامة أوانحرافاً، ومن هنا أكتب هذه الكلمات بمناسبة انطلاق فعاليات المؤتمر الدولى تحت عنوان (تعزيز التعليم فى الشرق الأوسط وقارة أفريقيا: خلق فرص للتعاون الإقليمى) الذى نظمته وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى خلال الفترة من 13 إلى 14 فبراير 2020 بحضور وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى ونائب رئيس البنك الدولى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشارك فى المؤتمر العديد من وزراء التعليم من مختلف بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا لمناقشة آراء البلدان المشاركة ومقترحاتهم حول الإصلاحات المبتكرة التي تعمل على تسريع التعلم للجميع وتعزيز التعاون بين البلدان المشاركة في مجال التعليم كما عرضت مصر رؤيتها في مجال التحول التعليمي والنتائج التي توصلت إليها كمثال على التقدم السريع نحومستقبل التعلم وأيضاً ناقش المؤتمر عدة موضوعات منها (تحولات وإستراتيجيات تعزيز التعليم - كيف نحفز من عملية التعلم؟ - المعلمون المؤثرون ومديروالمدارس ودورهم على مستوى المرحلة الابتدائية - التركيز على الفصول الدراسية للمرحلة المبكرة - تحفيز التعلم من خلال التعاون الإقليمى) والجدير بالذكر أن الوفود المشاركة في المؤتمر قد قامت بزيارات ميدانية للعديد من المدارس المصرية للتعرف على جهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مجال الإصلاح الشامل في المدارس.

لفت انتباهى خلال فعاليات المؤتمر بوسائل الإعلام مداخلة السيد الدكتور (لي أن فينه) نائب مدير عام وزارة التعليم والتدريب في فيتنام عن كيف  تمكنت فيتنام من تحسين أدائها العام بشكل ملحوظ ومستدام فى التقييم الدولى، ومن المعروف أن التعليم لعب دوراً كبيراً في دعم حالة الصمود النادرة التي أبداها الشعب الفيتنامي إزاء نوعين من أكثر أنواع التدخل والاحتلال عنفاً وشمولاً وهما الاستعمار الفرنسي والتدخل الأمريكي وتلخصت فلسفة التعليم بدولة فيتنام في إعلاء قيمة الإستقلال وعدم الخضوع ورفض الإستسلام وعدم تصديق أن إختلال الكفة في ميزان القوى المادية يبرر القبول بإملاءات القوى الإستعمارية سواء كانت فرنسية أوأمريكية كما وضعت فيتنام في أولوياتها التعليم أولاً والمساواة والشمولية والتعليم للجميع وتلتزم الحكومة بالتعليم والإنفاق على التعليم وضمان الجودة بالمدارس وكفاءة العملية التعليمية.

كما لفت انتباهى خلال فعاليات المؤتمر بوسائل الإعلام مداخلة السيد الدكتور (مبارك السلامى) الخبير فى مجال التعليم بعُمان عن كيف تمكنت عُمان من تحسين وضع التعليم واعتمادها على نظام تربوى شامل ومتكامل حيث تُعتبر سلطنة عُمان من الدول المميزة في منطقة الخليج نظراً لابتعادها عن الأزمات الإقليمية ولحفاظها على موقفها السياسي المحايد، ولا يفوتنى بالضرورة  تناول المؤتمر فكرة (شمولية التعليم) حيث أرى أن شمولية التعليم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتنمية المستدامة بما تهيئه من تساوي الفرص أمام أفراد المجتمع وإيجاد بيئة تعليمية وتربوية تمكن الطلاب والمعلمين والأسر والمسؤولين من أن يعملوا سوياً لتحقيق التنمية وإشاعة الاستقرار ووقاية المجتمع من التهديدات والأخطار التى تعيق برامج التنمية وأهداف التنمية المستدامة 2020-2030، وفى الختام دعونا نتفق جميعاً أن المؤسسة التعليمية ليست مهمتها الرئيسية بناء الأطر اللازمة لتغذية القطاعين العام والخاص بالموارد البشرية، وإنما هي أيضاً مؤسسة للتنشئة الإجتماعية والفكرية ومكونة للقواعد والنظام والضبط الإجتماعي والقيم وبناء ممارسات وسلوكيات واعية في إطار العادات والتقاليد.

[email protected]