رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

نجح محامى دار «أخبار اليوم» فى أن يقتنص أحد أملاك أخبار اليوم من بين براثن الحكومة....  كانت الصحف زمان تحاول أن تزيد من أرباحها أو أحياناً تحاول فتح أبواب تجارية أو اقتصادية أو عن طريق شراء بعض امتيازات بيع نوع معين من السيارات أو أية منتجات أخرى عالمية لمحاولة سداد ديون الدار الصحفية، بعد ارتفاع ثمن الأوراق رغم الدعم الحكومى.

ولعل جريدة «المصرى» وصاحبها محمود أبوالفتح أكثر الصحف نجاحا فى المجال  التجارى..... فكانت جريدة «المصرى» أو  من أدخل شراب الكوكاكولا فى مصر حينما شيدوا أول وأضخم مصنع فى المنيرة... وبيع سيارات ألمانيا من الرولزرويس الى سيارة «ب أم دبليو».. وغير ذلك كثير... اعتبروا جريدة «المصرى» أكثر الصحف قوة وثراء، فضلاً عن انتشارها وقوة تأثيرها فى الرأى العام، ولعل هذا السبب فى بداية الصراع بين الثورة والجريدة... ثم تطور الصراع بين الدكتاتورية التى سعى إليها عبدالناصر والديمقراطية التى كانت أهم مبادئ الثورة زمان!

<><>

ثم يأتى مارس 1954 الأسود الذى وصل فيه الأمر أن تقف سيدات العائلة المحترمة بقمصان النوم على رصيف فيللا 5 شارع أحمد حشمت حتى تنتهى سرقة ما داخل الفيللا! بل نهب كل البيوت خاصة بيتنا بالعباسية فى شارع فهمى، حيث قصر طلعت حرب باشا وقصر ماهر باشا والد أحمد  وعلى ماهر  رئيسى الوزراء.. ونزل النقراشى باشا والمقرئ الكبير الشيخ الصيفى الذى احترفت  ابنته الفن والسفير المشهور عبدالفتاح باشا عمرو بطل العالم فى الأسكواش ورئيس الوزراء الذى مات وهو يلقي خطاب العرش نسيت اسمه!!! و.... و... و..... و.... غالب قوم هذه المرحلة من عصر منتصف الخمسينيات!!

<><>

هذا العصر الذى كنا نطلق عليه «أصحاب رأسمال الحلال»... هم أشرف طبقة من الأسر الثرية من المال الحلال... وهو العصر الرائع.. عصر التقوى والحب والثقافة والرياضة... هذا العصر الذى قضى عليه عبد الناصر!

هذا العصر الذى دافع عنه في المحاكم أروع محامين شهدتهم المحاكم... حينما صاح المحامى الرائع وحيد رأفت محامى محمود أبوالفتح فى محكمة الثورة.. صاح بأعلى صوته ليهز ضمائر قضاة... صاح قائلاً لمحكمة الثورة برئاسة البغدادى «المظلوم» قال:

ـ لقد أخذتم أموال الأغنياء... اتركوا العصاميين وشأنهم.

 

<><>

وبعد....

بعد كل هذه المقدمة الطويلة جداً.. ملخصها أن الصحف الكبيرة تحاول أن تدخل عالم التجارة والاقتصاد من أجل تغطية خسائرها أو زيادة إيراداتها... وكانت جريدة «المصرى» خير من استغل هذا الباب... كانت مشروعات كثيرة حتى إنتاج الأفلام واحتكار فن كل من أنور  وجدى «ليلى مراد فى أكبر شركة إنتاج فى ذلك الوقت!!! حتى هذه الشركة المسماة «المصرية للإنتاج» نسبة لجريدة «المصرى»، هذه الشركة الكبيرة كان يديرها الشقيقان جورج منصور وانطون منصور فى شقة فخمة فى شارع رمسيس، تمت مصادرة الشركة وبيع ما فيها  من أفلام داخل الأسطوانات، وتم اعتقال انطوان وهرب جورج إلى حيفا!

<><>

أريد أن أقول باختصار إن الصحف القومية الكبرى لجأت للقضاء لاستعادة المشروعات الكبرى وآخرها ...مؤسسة ليلة القدرة الخيرية.. التى بيعت بالمزاد العلنى منذ أيام وكذا شركات الصحف الأخرى.. والصحيفة الوحيدة التى لم تتم إعادة شركاتها هى «المصرى» أبوالفتح.

فلتكن هذه المقالة صيحة حق لرجل الحق... رحم الله الرئيس الأسبق حسنى مبارك وكل من سبقه.