هموم مصرية
يكفى أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك مات على أرض مصر.. ولم يهرب ـ رغم أن طائرات عربية وصلت إلى مصر لتنقله خارجها.. وفضل أن يموت على أرض وطنه، الذى دافع عنه وكان فى مقدمة قادة القوات المسلحة الذين حققوا نصر الكرامة فى حرب أكتوبر 73.. ولم يهرب كما هرب حكام كثيرون وهم لاجئون أذلاء عند غيرهم.. وفى مقدمتهم زين العابدين بن على رئيس تونس، وعيدى أمين دكتاتور أوغندا والرئيس موبوتو دكتاتور الكونغو الذى تحول من شاويش فى القوات البلجيكية إلى جنرال ودكتاتور.
ولكن مبارك رفض كل العروض التى حاولت إنقاذه.. رغم أنه كان يعلم حجم ما سوف يعانيه سجينًا.. ومحاكمًا.. وليس هو وحده، بل أيضًا نجليه جمال وعلاء.. وكأن القدر أمهله ـ فى رحلة الحياة ـ حتى يسمع ويعلم ويقرأ خبر إنصافه ونجليه ببراءتهما من آخر التهم التى وجهت إليهما.. ويكفى أن المحامى القدير فريد الديب محامى الرئيس مبارك وأسرته قال إن مبارك كان سعيدًا وهو يعلم خبر هذه البراءة ويحمد الله ويسجد له ـ وهو فى المستشفى ـ وأن الله والقدر أنصفه.
< وبعيدًا="" عن="" إنجازات="" وسلبيات="" عصر="" الرئيس="" مبارك..="" إلا="" أن="" حسنى="" مبارك="" تعرض="" لحملات="" رهيبة="" للإساءة="" إليه="" وإلى="" عصره،="" وأرى="" أن="" بعضه="" كان="" تصفية="" لحسابات="" قديمة..="" رغم="" أن="" عصر="" مبارك="" شهد="" انفراجة="" ديمقراطية="" وسمح="" بالرأى="" والرأى="" الآخر="" ولكل="" التيارات،="" حتى="" إنه="" سمح="" للإخوان="" المسلمين="" بالعودة="" إلى="" نشاطهم="" السياسى،="" حتى="" وصلوا="" إلى="" مجلس="" الشعب..="" وسمح="" بعودة="" الأحزاب="" وإنشاء="" أحزاب="">
وهل ننسى هنا معركة طابا وكيف نجح فى استعادة ما بقى من أرض سيناء.. وذهب إلى التحكيم الدولى بل كان د. وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد «المعارض» كان عضوًا فى الفريق القومى المصرى للدفاع عن مصرية طابا.. لأنها كانت قضية قومية.. ولم يتنازل مبارك أبدًا عن شبر واحد من أرض سيناء.
< وكان="" موقف="" مبارك="" من="" قضية="" طابا="" نموذجًا="" للموقف="" القومى="" للعسكرية="" المصرية="" التى="" تلتزم="" بقواعد="" الدفاع="" عن="" الوطن،="" ومبارك="" دون="" أى="" جدال="" نموذج="" لهذه="" العقيدة="" العسكرية="" الرائعة..="" ومن="" المؤكد="" أن="" التاريخ="" العسكرى="" المشرف="" للرئيس="" الأسبق="" حسنى="" مبارك="" هو="" أبرز="" إنجازاته..="" وشخصيته="" بهذا="" المبدأ="" ترفض="" أن="" تهرب="" «من="" أى="" ميدان»="" ويرحل="" ومعه="" أسرته،="" حتى="" لا="" يتعرض="" لأى="" قرار،="" أو="" عقوبة،="" وكم="" عانى="" من="" السجن="" ومن="" المحكمة="" «مريضًا»="" ولكن="" صمود="" مبارك="" منذ="" عام="" 2011="" الكثير="" من="" إنكار="">
رحم الله حسنى مبارك.. فلا أحد ينكر دوره عسكريًا ورئيسًا سابقًا لمصر.