عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

جاء زمن أصبحنا نقرأ فيه، ليس عن الحكومة التى ترفض إقامة القواعد العسكرية فوق أراضى بلادها، ولا حتى عن الحكومة التى تقبل الأمر سرًا ثم تنكر، ولكننا نقرأ عنها وهى تدعو الأجانب إلى إقامة القواعد. . بل وتظل تغريهم بالمجىء!

هذه الحكومة هى حكومة الوفاق الوطنى. . أو التى تسمى كذلك. . والتى تتخذ من العاصمة الليبية طرابلس فى أقصى غرب البلاد مقرًا دائمًا لها، منذ جرى تشكيلها وفق اتفاق الصخيرات الشهير!

قرأت النبأ الذى بثته وكالة بلومبرج مرتين وثلاثاً، لأتأكد من أن ما أطالعه صحيح، وأنه ليس خبرًا كاذبًا، ولا هو خبراً مدسوساً على حكومة الوفاق!

وتفاصيله تقول إن فتحى باشاغا، وزير الداخلية فى الحكومة، دعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى إقامة قاعدة عسكرية لها فى غرب البلاد، ردًا على الوجود الروسى فى شرقها!

وهذا عذر أقبح من ذنب!

ذلك أننا إذا افترضنا وجودًا روسيًا عسكريًا فى شرق ليبيا، إلى جوار الجيش الوطنى الليبى. . وهو ما تنكره موسكو على كل حال ولا يوجد دليل عليه. . فالمنطق يقول إن تطالب حكومة الوفاق بإنهاء هذا الوجود فى شرق البلاد، لا أن تذهب لاستدعاء وجود آخر فى مواجهته!

هذا ما يقول به العقل، وهذا ما يشير إليه المنطق. . ولكن. . منذ متى كان للعقل وجود فى هذه المنطقة من العالم، ومنذ متى كان للمنطق مكان ؟!

متى كان للمنطق وجود لدى حكومة الوفاق فى طرابلس، ومتى كان للعقل موطئ قدم لدى حكومة مثلها ليس لها نصيب فى اسمها؟!. . وكيف تكون حكومة للوفاق، ثم لا تستطيع مغادرة العاصمة، ولا الخروج منها إلى أى إقليم من أقاليم الدولة الواسعة ؟!

وإذا كانت قد راحت تستحضر الأمريكان وتستدعيهم، فليس هذا غريبًا عليها. . فمن قبل استدعت الغازى التركى وأغرته بإرسال المرتزقة إلى غرب البلاد، وبالذات إلى طرابلس، وقد حدث هذا بالفعل، ولم تشأ هى أن تداريه، ولا الحاكم التركى قد أخفاه. . ولم يكن أمام قوات الجيش الوطنى الليبى إلا أن تتعامل مع كل جندى تركى، أو مرتزق غير تركى، باعتباره قوة احتلال لا بد من مقاومتها ومطاردتها حتى النهاية!

وما لا تريد حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج أن تدركه، أن هذا المحتل الذى تستدعيه سواء كان تركيًا أو أمريكيًا، لن يأتى من أجل سواد عيونها، ولكنه سيحضر من أجل الحصول على ما يستطيعه من ثروات البلاد من البترول والغاز، ولو كانت هذه الثروات غير موجودة ما جاء ولا فكر فى المجىء!

تأبى حكومة الوفاق إلا أن تحول نفط ليبيا إلى نقمة يكتوى بها كل ليبى، بدلًا من أن يكون نعمة ينعم بها كل مواطن فى حياته!

ولكن ليبيا ستعود لأهلها، ولن يحررها إلا الليبيون!