عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

أستغرب شديد الغرابة من الذين يهاجمون ويتطاولون على الفنان هانى شاكر نقيب المهن الموسيقية الذى اتخذ قرارًا مهمًا فى إطار الحرب والتصدى لإفساد الذوق العام، ما فعله هانى شاكر يحسب له لا عليه، فالرجل الفنان يدرك بحسه الوطنى كارثة حقيقية أفسدت الذوق العام، وتقتل الإبداع وتصدر مشهدًا مصريًا لا يليق أبدًا بالوطن الغالى على النفوس.. الذين يتصدرون لمقاومة الإسفاف وحالات الفوضى فى الفن، ومن بينهم الفنان هانى شاكر، يستحقون تعظيم سلام والشد على أزرهم فى هذه المواقف.

يرحم الله أستاذنا العظيم عبدالمحسن طه بدر العالم فى النقد الأدبى، عندما كان له تعريف للفنون والآداب، بأنه تجربة إنسانية صادقة وعميقة عن الواقع المعاش، بما لا يخدش الذوق العام أو يصيب المجتمع بهذا القرف والشذوذ والتلوث السمعى الذى انتشر بشكل يدعو إلى الخجل والخزى، فالفترة الماضية شهدت انحدارًا فنيًا وأخلاقيًا وتزييفًا للوعى المصرى ونشر القبح من خلال ألفاظ مبتذلة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالشعر، مصر لم تعقم بعد لأنها ولادة فى الفنون والآداب والغناء وخلافه، وليس من المعقول أو المقبول أن تنتشر ثقافة هذه الأغانى المبتذلة التى تصيب الذوق العام بهذا الشكل البشع، مصر ولادة برجالها على مر التاريخ فى كل الفنون والآداب، والذين ينشرون ثقافة الفهلوة والجهل، لا يمكن لهم بأى حال من الأحوال أن يستمروا كثيرًا؛ مهما طالت ظاهرتهم السيئة.

الحقيقة ما يحدث فى المهرجانات وأغانى الإسفاف والجنس وخلافه هو ظاهرة يجب ألا يتصدر لها وحده الفنان هانى شاكر، بل على الجميع مسئولين وأفرادًا فى المجتمع التصدى بكل قوة لهذه الأغانى التى تعمل على تزييف الوعى لدى الأمة المصرية، وتصدر مشهدًا إلى العالم عن الوطن المصرى بشكل مغاير للحقيقة. مصر أم الفنون والآداب منذ القدم وحتى الآن ترفض بكل قوة ظاهرة هذه الأغانى المبتذلة وترفض أصحابها الذين يعملون على إفساد الذوق العام، ويسعون إلى تزييف الوعى لدى المصريين.

هذه ليست مهمة نقيب الموسيقيين وحده بل هى مهمة المصريين جميعًا، بضرورة التصدى لمثل هذه الأغانى الهابطة التى تلوث الثقافة المصرية، فى بلد يخطو خطوات واسعة نحو بناء الدولة العصرية الحديثة، فى كافة المجالات ومن بينها النهوض بالآداب والفنون والثقافة.