رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

توقفت أمس وأنا أتابع نشرة التاسعة صباحًا من القناة الأولي بالتليفزيون المصري عند جملة طيبة من إحدي المذيعات عن اللاعب الدولي الخلوق محمد صلاح، كلام المذيعة كان بمناسبة مباراة فريق ليفربول المحترف فيه صلاح مع فريق ويست هام بالدوري الإنجليزى الذي يتربع ليفربول علي قمته، والتي أقيمت مساء أمس، المذيعة قالت ما معناه أن صلاح يبعث علي السعادة، وعندما تشاهده في الملعب تفكر في كل ما هو جميل، وتحلم بالمستقبل الباهر، وتكاد تحلم أحلاماً سعيدة بعد مشاهدة المتعة والفن علي أرض الملعب.

الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين، والكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، والكلام الطيب عن اللاعب الطيب محمد صلاح، فخر العرب الذي أبدع في ملاعب الإنجليز وفي جميع الملاعب الأوروبية، وحقق شهرة عالمية جعلته «نمبر وان» في الرياضة، كما أصبح الدكتور مجدي يعقوب مروض القلوب العليلة، «نمبر وان» في الطب، تواضع صلاح ونجوميته، ومصريته، جعلته يتربع فى قلوب مشجعي الساحرة المستديرة وغير المشجعين، يعشقه الانجليز ويحتفون به لدرجة الجنون، أطفال انجلترا، وفي المقدمة سكان ليفربول جعلوا «صلاح» مثلهم الأعلي وألفوا فيه الأغاني، ودخل النجم المصري كل البيوت عندما اجتمع الخلق القويم مع الموهبة، لم يتفاخر صلاح بحجم مرتبه، ولا عوائد أمواله في البنوك، ولا سياراته، و لا أي شيء من أملاكه، هو يلعب للمتعة، ولكن أجره وصل إلي رقم يستحقه، هو فعلاً الأول الذي رفع اسم مصر والعرب في بلاد الإنجليز، وتحول الي سفير فوق العادة يمثل الوطن العربي، ويفتخر بأنه من قرية نجريج مركز بسيون محافظة الغربية.

وكما توقفت عند الحديث العابر التليفزيونى عن صلاح توقفت عند «نمبر وان» المزيف الذي بدأ به التليفزيون أعمال تطويره بلقاء مع ممثل شاب في تحد كبير لأطياف المجتمع التي طالبت بمقاطعته ورغم ذلك ظهر الممثل يدافع عن سلوكه المرفوض مجتمعياً، متحديًا مشاعر الملايين من المصريين الذين تحدوا الظروف الاقتصادية، ومازالوا يتحملون بساطة حياتهم، وهم يشاهدون سياراته، واستفزازه لمشاعر البسطاء.

هذا اللون من الفن الهابط الذي يستفز الناس، هو مرادف للمستوى الهابط الذى ظهر به بعض لاعبي الأهلي والزمالك في مباراة السوبر المصري، هبوطًا في الأخلاق، وأداء سيئًا في الملعب، وإساءة بالغة للكرة المصرية.

والأداء الراقي الذي جعل محمد صلاح فخر مصر العرب، مرادفه أداء راق أيضًا للمصريين في مجالات متعددة علي رأسهم طبيب القلوب مجدي يعقوب، الذي كشف عن أطباء آخرين سخروا علمهم فى خدمة الإنسانية والبسطاء، منهم الدكتور محمد مشالي الذي عرف بطبيب الغلابة الذي نفذ وصية والده، ووضع نفسه في خدمة غير القادرين لمدة 50 عاما، ربنا يمتعه بالصحة.

وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.