رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

م ... الآخر

 

 

 

متى نتحرك بسرعة نحو التحول الرقمى ليعم كل الدولة المصرية؟ الإجابة فى مشروع حفر المجرى الثانى لقناة السويس.

وما العلاقة؟

كان يمكن للرئيس عبدالفتاح السيسى أن يعطى هذا المشروع لشركة واحدة أو جهة واحدة، ثم يذهب لأمور أخرى وما أكثرها، فيظل المشروع قيد التنفيذ مع إطلاق التقارير السنوية بالإنجازات ولكن يظل لسنوات طويلة دون إنجاز، ولا يرى النور.

ولكن حدد الرئيس فترة زمنية، ووضع المعايير الثابتة، ورسم متطلبات المشروع بدقة، ثم أتاحه للجميع ليعمل فيه عشرات الشركات، ومع المتابعة الجديدة للمشروع والمعايير الثابتة لتنفيذه. خرج المشروع لأرض الواقع ويبهر العالم بقدرة المصرى على الإنجاز.

هذا ما يتطلبه التحول الرقمى أن يتم تحديد وقت محدد وليكن عام 2020، ويتم وضع المعايير الثابتة، ويفتح المجال للجميع للعمل فيه حكومة وقطاع خاص، شركات محلية أو عالمية، المهم أن يعمل الجميع تحت مظلة المعايير الثابتة التى تؤدى بالتحول إلى واقع ملموس وعملى بعد عام فقط.

بل إن مصر تستطيع أن تدخل فى العمق الإفريقى إذا قامت بهذا التحول، وتجنى ثمار العودة لإفريقيا بقوة، وأيضا تحقيق إيرادات للدولة خاصة أن إفريقيا ما زالت بكر فى التحول الرقمى وتحتاج إلى الكثير، ولا يجب أن يقتصر ذلك على دورة تدريبية وزيارة تبادل خبرات، ولكن يجب أن يكون هناك تكنولوجيا وتطبيقات، وواقع عملى ننقله للأخوة فى إفريقيا والدول العربية.

والتحول الرقمى هو تغيير السلوك لإحداث تحول جذرى فى طريقة العمل التقليدية، لخدمة المستفيد بطريقة سهلة وسريعة وغير مكلفة، ويفصل بين مقدم الخدمة ومتلقى هذه الخدمة، مع المتابعة الجديدة، وهذا التحول يحتاج إلى الإبداع والبيئة التشريعية.

ومميزات التحول متعددة منها: تقليل التكلفة التى يتحملها المستفيد من بداية الانتقال من مكانه إلى الحصول على الخدمة، والحد من الفساد والرشاوى وتحسين كفاءة الخدمة من حيث السرعة والمرونة، ويجب ألا يكون هذا التحول مقصورا على قطاع دون غيره، فلا يمكن أن تدفع 100 جنيه عن طريق المدفوعات الإلكترونية بوزارة التربية والتعليم وتدفع 1200 جنيه عن طريق الإيصال الأحمر، وإنما هى عملية شاملة لكل القطاعات،

 وهناك فوائد كثيرة للتحول الرقمي، ولكن أهمها فى التغير فى نمط التفكير، الذى دون شك سيدفع إلى التطوير وسرعة العمل، وتقليل التكلفة الباهظة التى يتحملها مقدم الخدمة سواء من خلال افتتاح الفروع الجديدة وتجهيزها بالإمكانيات المختلفة، وحجم ما ينفق لمواجهة النمو السكانى من أجل وصول الخدمات إلى كل المواطنين.

الإنترنت السريع

إحصائيات البنك الدولى تشير إلى أن التحول الرقمى يزيد من الناتج المحلى الإجمالى فى إفريقيا بنسبة 2% سنويا، ويزيد من التوظيف -بغض النظر عن مستوى التعليم- بنسبة 6.9 إلى 13.2% عند توفير الإنترنت السريع.

وهذا يذكرنا بما يحدث فى بيوتنا، فتجد الإنترنت فى حالة تقطع مستمر، وكل هم الشركات هو الحصول على الاشتراك الشهري، وهذا يحدث على الرغم من الاشتراك فى سرعات أعلى والتغير من نحاس إلى فيبر، وعندما تطلب وتسأل لا تجد إجابة غير جارى العمل على حل المشكلة.

فتحدى واحد فقط هو سرعة الإنترنت ممكن أن يفشل كل خطط التحول الرقمى هذا بخلاف الآثار الاقتصادية الكبيرة، فسرعة الإنترنت فقط ستعمل على تسهيل دخول الشركات ويعزز الإنتاجية والصادرات، تخلق آلافا من فرص العمل للشباب عبر شبكة الإنترنت بدلا من «التوك توك» الذى حوّل مصر لمكان عشوائى ينتشر فيه المخدرات والبلطجة والسرقة.

إفريقيا متأخرة

يشير تقرير لحافظ غانم على موقع مؤسسة بروكينجز إلى أن إفريقيا متأخرة بشكل كبير فى التوجه الرقمي، وأن معدل انتشار الإنترنت فى العام الماضى بلغ 39.6 فى المائة فى إفريقيا مقارنة بالمعدل العالمى 62.7%، وهناك تباين فى انتشار الإنترنت بين دول إفريقية وغيرها ففى كينيا يصل المعدل 89.8% وفى بوروندى 5.3%.

ومن حيث الإنفاق تنفق الدول الإفريقية 1.1% من الناتج المحلى الإجمالى على الاستثمار الرقمي، بينما يصل معدل الإنفاق فى الاقتصاديات المتقدمة 3.2%، مما يزيد من الفجوة الرقمية وزيادة تهميش إفريقيا.

ضوء أمل

رغم ما تقدم عن الوضع فى إفريقيا، إلا أن هناك ضوء أمل، ورغبة حقيقة من الدول الإفريقية نحو الرقمنة، تظهر فى زيادة معدلات استخدام الإنترنت والاتصال، وزيادة نسبة الشباب، فقد زاد عدد مستخدمى الإنترنت فى إفريقيا بأكثر من 116 ضعفًا ، من 4.5 مليون إلى 523 مليون، فى حين لم يتضاعف ذلك فى بقية العالم. كما أن الشباب يستفيد من التحول الرقمى فى إنشاء شركات ناشئة وإيجاد حلول تكنولوجية من المشاكل التى تواجه القارة الإفريقية من خلال تطبيقات الإنترنت عبر الهاتف المحمول كما فى كينيا، أو توصيل الأدوية من قبل الطائرات دون طيار كما فى رواندا. فهناك شباب يريد الاندماج فى الحياة الرقمية والحصول على الخدمات عبر وسائل التواصل الحديثة، وآخر ينظر للمشاكل ويبتكر ويفكر ويبدع ويجد حلا تكنولوجيا لمواجهة المشركة.

مصر بما تملك من إمكانيات بشرية وتعليمية ومالية تستطيع أن تقود القارة الإفريقية نحو التحول الرقمي، بعد أن قادتها نحو التحرر الوطنى من الاستعمار.

 

نائب رئيس تحرير جريدة الوفد

[email protected]