رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

نحن جميعا مدينون بالاعتذار لدولة وشعب الإمارات الشقيق.. على هذه الجريمة الأخلاقية المخجلة التى ارتكبها فوق أرضهم حفنة من الموتورين والمنحرفين من لاعبى ومشجعى فريقى الأهلى والزمالك.. نعتذر لهم على ما شاهدوه داخل بيوتهم من سلوك منحط وفاجر.. وسافل.. يعبر بكل أسى وأسف عما آلت إليه أحوال الرياضة فى مصر من انحدار وانحطاط وانهيار.. حتى تحولت مسابقاتها إلى ساحات للتشاجر والسباب وارتكاب الأفعال الفاضحة.. كما يعبر عن كارثة أخلاقية أصابت المجتمع بشكل عام.. فملاعب الكرة هى بكل تأكيد مرايا عاكسة لصورة المجتمع.

•• والحقيقة

إن ما يحدث الآن من جماهير كرة القدم المصرية التى فشلنا فى إعادتها مرة أخرى الى مدرجات الملاعب منذ سنوات.. ليس إلا تعبيرا عن حالة انهيار كامل فى المنظومة الاجتماعية.. أصابت المصريين بعد أحداث 2011 .. وزاد عليها بين جماهير الكرة التصرفات المشينة والمستهترة والتجاوزات التى يرتكبها بعض مسئولى الأندية الرياضية الذين تسببوا بسلوكياتهم المنحطة فى حالة احتقان واستقطاب بالغة الخطورة.. وتفاقمت هذه الحالة فى ظل غياب رد فعل قانونى حاسم لمحاسبة هؤلاء المسئولين وإيقافهم عند حدودهم.. وللأسف هناك مؤسسات رسمية تورطت بشكل مباشر فى حماية هذه التجاوزات وتحصين مرتكبيها ضد المساءلة القانونية أمام القضاء..!!

ماذا تنتظر من ملايين المشجعين المنتمين الى أحد الأندية الكبيرة.. إلا أن يرتكبوا هذه الأفعال الشائنة.. عندما يرون قيادة ناديهم فى وسائل الإعلام المختلفة تكيل السباب بالأمهات والآباء.. وتتلفظ بالكلمات والايحاءات الخارجة.. وتخوض فى الأعراض.. بينما لا يستطيع المُعتَدى عليه أن ينتصر لنفسه وينتزع حقه بالقانون.. لأن هذا المُعتدِى يتمتع بـ «حصانة رسمية»؟!.

وماذا تنتظر أيضا من ملايين الجماهير المنتمين الى ناد كبير آخر عندما يرون كل هذه التجاوزات فى حق قيادات ناديهم.. وفى حقهم أيضا.. بينما يتمادى الآخرون فى أفعالهم وعدوانهم دون أن يحاسبهم أو يمنعهم أحد؟!.. هذا بالطبع ليس تبريرا لأى رد فعل متجاوز من أولئك أو هؤلاء.. فلابد من محاسبة ومعاقبة كل مخطئ .. من هنا أو هناك.                

•• بكل أسف

نحن نعيش حالة انفلات اجتماعى وانحلال أخلاقى عارمة.. هناك مرض عضال أصاب جسد المجتمع المصرى كاملاً.. سرطان يحتاج علاجًا خاصًا على جميع المستويات.. السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والدينية.. والعائلية أيضا.

وإذا أردت أن تعرف السبب.. فتش عن العائلة.. الأسرة المفككة.. التعليم المنحط.. التجريف الثقافى.. انهيار القيم الأخلاقية والدينية.. سموم الإعلام الأصفر.. الغزو الفكرى الخارجى.. فشل أجهزة الإدارة.. فوضى استغلال تقنيات الاتصال المتطورة.. غياب القدوة وسوء اختيار القيادات.. سوء توزيع الثروات وإهدار مبدأ العدالة الاجتماعية.. انتشار «الجهل المقنَّع» بين الفئات المتعلمة.. والأكثر تعليمًا.. وأضف إلى ذلك كله المخدرات.

لكل هذه الأسباب مجتمعة تنتشر البلطجة.. والتطرف الدينى والفكري.. والهوس الجنسى والكروى والفني.. والشذوذ.. والاغتصاب.. والنهب.. والقتل.. والترويع.. والفحش.. والإلحاد.

•• انظر

الى ما يمارسه البعض عبر منصات «السوشيال ميديا» من خطاب منحط ولغة بذيئة.. وما ترتكبه جماعات التطرف والإرهاب وتجار الدين من جرائم ومجزر تحت ستار «الجهاد» الذى يزهقون تحت راياته الأرواح ويريقون الدماء ويستبيحون الأموال وينتهكون الأعراض.. وهم فى حالة «تغييب تام» عن الواقع.. وإدمان مذهل لتعاطى الأفكار المضللة الكاذبة والمغلوطة؟!.. وانظر أيضا إلى ما يرتكبه «بلطجية الشوارع» من قطع للطرق وترويع للآمنين.. واغتصاب لحقوق الغير.. ونشر للفساد والخراب.. دون أدنى رادع أو وازع من دين أو أخلاق أو ضمير.

اسأل نفسك: لماذا يخرج شاب من بيته.. حاملاً علماً أو مرتدياً لباساً لنادٍ رياضى أو فريق كرة.. ومخفياً بين طيات ملابسه مطواة أو جنزيرًا أو خرطوشًا أو شمروخًا .. ويتوجه إلى ملعب رياضى عازمًا على أن يخوض حربًا دموية قد يفقد فيها حياته أو يتسبب فى موت الآخرين.. متجاهلاً أو جاهلاً فداحة الثمن الذى سيتكبده ويكبده غيره من وراء هذا العمل الطائش الغبى المجنون؟!

•• كل ذلك لأننا نعيش فى مجتمع مريض بالانفلات والانحلال.. ولا يمكن أن يستمر الحال هكذا دون علاج.. حتى لا ينتهى هذا المجتمع إلى الانهيار والدمار.. لا قدر الله.