رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

باتت التوقعات تشير إلى تغيير طفرى يحدث فى المنطقة وتظهر مقدماته فى تسارع وتيرة التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، والتى سلطت الأضواء عليها تحديدا منذ بداية العام الجارى 2020 وشملت مجالات سياسية وعسكرية واقتصادية ورياضية. ولقد حرصت إسرائيل على أن تخرج علاقاتها إلى العلن لا سيما وأن رئيس الوزراء نيتانياهو المنتهية ولايته يستغل التطورات الحادثة من أجل دعمه فى جولة الانتخابات الإسرائيلية القادمة المزمع عقدها فى الثانى من الشهر القادم. وتبرز ملامح التطبيع من خلال ما جرى مؤخرا من تطورات بدأت بالسودان عبر اللقاء الذى تم بين عبدالفتاح البرهانى رئيس مجلس السيادة السودانى ونيتانياهو فى عنتيبى بأوغندا فى الثالث من فبراير الجارى. وما أعقبه من اعلان إسرائيل بعد يومين بأن طائراتها التجارية ستبدأ فى التحليق عبر المجال الجوى السودانى بموجب اتفاق مع الحكومة فى الخرطوم. ولهذا حلقت الطائرة الإسرائيلية الأولى فى سماء السودان يوم 16 من فبرابر الجارى.

ولا شك أن تعزيز العلاقات بين الدولتين يعد فرصة لنجاح الاستراتيجية الإسرائيلية فى تعميق حضورها ونفوذها السياسى والأمنى والاقتصادى والتكنولوجى فى القارة الافريقية وذلك عبر التأسيس لمزيد من العلاقات مع دول القارة. بل إن تطبيع العلاقات بين السودان واسرائيل من شأنه تشجيع دول القارة على تغيير موقفها التقليدى الذى اتسم بالتحفظ والعداء لاسرائيل فى المحافل الدولية بسبب ممارساتها العدوانية ضد الفلسطينيين. بيد أن كل المؤشرات تكاد تجزم على أن مقاطعة إسرائيل كانت شكلية، ولم يكن لها آية انعكاسات تشير إلى أن إسرائيل هى العدو. إذ ظلت لإسرائيل علاقات دبلوماسية واقتصادية مع معظم دول العالم بما فى ذلك عدة دول عربية. واليوم تتصدر السودان المشهد لتصبح نموذجا للتقارب مع إسرائيل. أما ما حدا بها إلى ذلك فهو كونها تريد الخروج من الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها وحاجتها الماسة إلى مساعدات دولية، وحاجتها إلى رفع اسمها من القائمة الأمريكية للارهاب، والخروج من دائرة العقوبات المفروضة عليها، والتى تراءى لها أن كل هذه القضايا لن تحل إلا عبر بوابة التطبيع مع إسرائيل.

أما الحرج الذى خلفته خطوة السودان نحو التطبيع مع إسرائيل فتتعلق بكونها جاءت فى أعقاب الإعلان عن صفقة القرن التى تم الإعلان عنها فى 28 يناير الماضى، فجاءت خطوة السودان لترسم واقعا جديدا يعكس الرضا عن الصفقة وأنها لا يمكن أن تكون عقبة أمام التعامل مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها. وعزز هذا مشاركة سفراء الامارات والبحرين وسلطنة عمان لدى واشنطن فى مراسم اعلان الصفقة. وهو ما أكد بأن إسرائيل قوة يجب أخذها فى الاعتبار. ولهذا بادر نيتانياهو فوجه كلامه إلى الدول العربية قائلا:(التعاون مع إسرائيل يساعد على ضمان مستقبل شعوبكم وأمنها)، وأردف عبر تغريدة له:( تحت سطح الماء هناك عمليات كثيرة تغير وجه الشرق الأوسط وتضع إسرائيل فى مكانة الدول العظمى إقليميا وعالميا). وعليه فإن كل المؤشرات اليوم تؤكد بأن علاقات إسرائيل مع الدول العربية تتوطد أكثر من أى وقت مضى. وللحديث بقية......