رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وصلاح أمرك للأخلاق مرجعه، فقوم النفس بالأخلاق تستقم، والنفس من خيرها فى خير عافية، والنفس من شرها فى مرتع وخم، الله يرحمك يا عم شوقي، لو كنت بيننا الآن لقلت لله يا شعري، على وزن لله يا زمري، وأنت تشاهد أحد أحفادك من المصريين وهو يخلع الفانلة أمام آلاف المشاهدين فى مباراة لكرة القدم، ويأتى بحركات منافية للآداب والأخلاق والقيم، ويرد عليه جمهور الفيسبوك التحية بأحط منها، وهات خوض فى الأعراض والأنساب، مواسير قلة الأدب انفجرت، ولم تجد من يلقمها حجراً، أو يخمدها بجالوس طين، المناظر القبيحة دخلت كل بيت مصري، والألفاظ البذيئة قرأها كل متابعى السوشيال ميديا، وصارت الأخلاق درساً غير مقرر فى مجتمعنا، أو درسًا لم يأتِ منه الامتحان، للدراسة فقط، فمن شاء اطلع عليه، ومن شاء فلينحيها جانباً، ويفتح قاموس فرش الملايات، وردح الحارات، ورنة الصاجات ورقص الكباريهات.

 ما هذا الذى تضخه صفحات السوشيال ميديا منذ انتهاء مباراة السوبر المصرى بين الزمالك والأهلى على استاد محمد بن زايد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، أى أهانة، وأى إناء نضح بأحط القاذورات، جعلتنا نستخبى فى وسط هدومنا كسوفاً من أشقائنا فى الإمارات الذين كانوا شايلين الفريقين من على الأرض شيل كما نقول فى الأمثال، دليل على الكرم الطائى وحسن الاستقبال.

بالتأكيد ما شاهدناه وسمعناه لا يعبر عن أخلاق المصريين، المصريون أكثر نظافة من هذه الألفاظ البذيئة والتصرفات المنحطة التى ارتكبها البعض على أرض الملعب،

 ومن بعض المشجعين، وزاد الطين بلة، انضمام بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى إلى هذه المهزلة فى كتابة عبارات لا تليق بحضارة مصر، وأخلاق شعبها.

هذه التصرفات غير المسئولة التى أعقبت السوبر من المسئول عنها، لأنها تخطت الحدود، وتجاوزت الأعراف والتقاليد والقيم، وشاهدها الملايين غير المتابعين لها من أرض الملعب من خلال الشاشات فى العالم العربي، ما حدث يتنافى مع الروح الرياضية التى تحترم نتيجة المباراة أياً كانت، المسئولية عنها أكبر من تصرفات لاعب متهور أو مشجع متخلف، المسئولية تقع على ناديى الأهلى والزمالك أكبر قلعتين رياضيتين فى الشرق الأوسط، مطلوب إجراءات سريعة ورادعة لوقف هذه المهزلة وضمان عدم تكرارها.

وإذا كان اتحاد الكرة قد أحسن التصرف بإحالة هذه الوقائع إلى لجنة الانضباط، فإننا نطالب بإحالتها أيضًا إلى النيابة العامة باعتبارها الأمينة على المجتمع الذى أصابه الضرر من هذه البذاءات التى تتنافى مع القيم والتقاليد المصرية الأصيلة.