رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

من جديد.. تعيدنا معركة نقابة الموسيقيين مع أصحاب المهرجانات إلى القضية الرئيسية.. «نهضة المجتمع».. والتى يحلو لكثير حصرها فى «تجديد الخطاب الديني» فقط.. فما نراه اليوم ونسمعه من تلوث سمعى وبصري.. نتيجة وليس سببًا.. وكعادتنا فى القضايا الاجتماعية نسعى لعلاج العرض، أو إخفائه، ونتعامى عن المرض وأسبابه.

فانحطاط الذوق.. وغياب الأخلاق والقيم، ما هو إلا نتيجة منطقية لسنوات طويلة من الانهيار وتراجع التربية والتعليم وانحدار الإعلام.

وبالطبع لا ألوم الفنان هانى شاكر فيما اتخذ من قرارات.. لأن الرجل فعل ما بيده.. وليت الآخرين يفعلون مثله.

 لكن الأمر أكبر بكثير من أن يواجه بقرارات سلطوية.. فقد تجاوز العصر سياسات المنع بمراحل، وباتت تثير السخرية والتندر أكثر من تحقيق هدفها.. بل أصبحت تأتى دومًا بنتيجة عكسية.

فالقضية لا تتوقف على «المجعرتية» الذين يملأون أسماعنا فى كل مكان نذهب إليه.. فهناك أجيال بكاملها فسد ذوقها.. وأصبحت جمهورًا عريضًا لموجة «الجعير» و«الانحطاط».. ولولا هؤلاء ما كان أولئك.

نعم تستطيع النقابة وقوات الأمن منع «المجعرين» من «الجعير» فى الحفلات والأماكن العامة.. لكنها أبدًا لن تستطيع منعهم من الحفلات الخاصة.. كما لا تستطيع منع مراهق من البحث كالمدمن عن أردأ ما «جعروا» به على وسائل التواصل الإلكترونية، وما أكثرها.. بل أرى أن المنع ربما يمنحهم دفعة جديدة وكبيرة من المشاهدات والمتابعات على وسائل التواصل.

وبالطبع هناك الكثير من مظاهر الانحطاط الموازى لهذه الموجة.. نجدها فى التعاملات.. فى الشارع.. فى أماكن العمل.. وعلى شاشات التليفزيون.. بل وداخل مؤسساتنا التعليمية.. والفارق أن هنا رجلًا تدخل وحاول وقف المهزلة.

إذاً هى أزمة مجتمع.. وليست مجرد موجة من الغناء الهابط سرعان ما تزول.

بل إن معطيات الواقع تشير إلى المزيد من الانحدار.. وأخشى ما أخشاه.. أن تتبع تلك الموجة موجات أكثر رداءة نترحم معها على «زمن الجعير الجميل»!

وأكرر جوهر المشكلة.. فى أجيال فقدت القدوة والقيمة، وباتت تتلقف كل هابط.. وتتخذ من رموز الهبوط مُثل وقدوات لها.. ولنتخيل هذه الأجيال حين تصبح المكون الرئيسى للمجتمع.. وكيف سيصبحون آباء وأى نوع من الجحيم سينجبون لنا.

والعلاج الصحيح.. يبدأ بتربية أجيال جديدة سليمة الذوق.. ترفض النشاز بطبعها.. وترفض الانحطاط فى كل أوجه الحياة.. ولن نصل لذلك بغير عقد اجتماعى جديد.. يقوم فيه كل مسئول بدوره المفترض.. بدءًا من البيت ووصولًا لكل مؤسسات الدولة.. وفى مقدمة كل ذلك الإعلام والدراما اللذان يتحملان وزر أغلب ذلك الانحطاط.

وكما يقول الإمام محمد عبده «من يريد خير البلاد فلا يسعى إلا فى إتقان التربية، وبعد ذلك يأتى له جميع ما يطلبه».. فهل من مجيب!

[email protected]