رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

مر يوم 16 فبراير علينا قبل 5 أيام مرور الكرام.. دون أن يتوقف عنده أحد ويتذكر ما حدث فى مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات.. ذلك اليوم الذى لا يجب تركه هكذا أبدا ليمحى من ذاكرة التاريخ الإنساني.

•• هل تعرفون ما هذه الذكرى؟

إنها ذكرى يوم من أيام الكرامة والبطولة المصرية.. ذكرى الضربة العسكرية الناجحة التى نفذتها القوات الجوية المصرية ضد بعض تمركزات تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا.. ثأرا لعملية ذبح المصريين الواحد والعشرين فى ليبيا على أيدى سفاحى داعش.. والتى أذاع التنظيم الإرهابى فيديو صادما لها قبل ساعات من هذه العملية الثأرية التى تعهد بها الجيش قصاصا للشهداء.

ولا شك أن هذه الجريمة التى هزت العالم كله فى عام 2015 ستظل واحدة من أبشع الجرائم التى ارتكبتها «عصابات المتأسلمين» الذين يمارسون باسم الدين أفظع أعمال القتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح.. وأكثرها وحشية وخسة وبربرية على مدار التاريخ الإسلامى بوجه عام.. وهى الجريمة التى كشفت أمام العالم كله مدى وحشية وهمجية وخطر هؤلاء السفاحين.

ومن هنا.. فإن العملية الانتقامية التاريخية التى قامت بها القوات الجوية المصرية للقصاص لهؤلاء الأبرياء ضحايا التعصب الأعمى والإرهاب الأسود.. ستظل علامة مضيئة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية وقيادتها التى أبت إلا أن تثأر لدماء المصريين.. وقامت بتنفيذ أول عمل عسكرى لها خارج الحدود بهذه القوة وهذا الحشد الكبير من الطائرات التى ألحقت خسائر كبيرة بمعسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية.

•• هذه الضربة الجوية

جاءت بمثابة الماء الذى أخمد نيران حريق الحزن والغضب داخل صدور المصريين.. وأسهمت بشكل كبير فى إشفاء غليلها.. حتى أطلق الكثيرون على يوم تنفيذ هذه الضربة اسم «يوم الكرامة».. كما أنها كانت لطمة كبرى لتنظيم «داعش» الإرهابى الذى تلقى ضربة موجعة فى عقر داره.. كبدته خسائر ضخمة.. مادية وبشرية.. واضطرته الى نقل معسكراته ومراكز دعمه اللوجستى الى مناطق أخرى.

وهى أيضا تمثل تغيرا جذريا فى مجال التعامل المصرى الرسمى مع تحديات أزمة ليبيا التى حولتها الى دولة مفككة تسودها الفوضى وتحكمها تنظيمات الإرهاب.. بما يمثل أكبر التهديدات بالنسبة للأمن القومى المصري.. فلعدة أشهر قبل «يوم الكرامة» كانت مصر تتجنب تماما التدخل العسكرى المباشر فى ليبيا لحماية أمنها.. لكن بعد إذاعة فيديو المجزرة الشهير أصبح ضروريا بالنسبة للدولة المصرية أن تنتفض للدفاع عن نفسها وللقصاص لشهدائها.. وعلى الفور اجتمع مجلس الدفاع الوطنى لبحث تطورات الأزمة.. وخرج الرئيس عبدالفتاح السيسى مخاطبا الشعب.. ومخاطبا العالم كله.. ومؤكدا أن مصر تحتفظ بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسبين للاقتصاص من القتلة.. وهو ما حدث بالفعل فى 16 فبراير 2015.. يوم الكرامة.

•• وإلى اليوم

مازالت هذه الضربة توجعهم ويحاولون بكل قوة محو أثرها من ذاكرة التاريخ.. ومن الملاحظ أنه فى كل عام وفى الأيام القليلة السابقة لذكرى هذا اليوم.. يتعمد الإرهابيون فى شمال سيناء شن عمليات انتحارية غادرة ضد قوات الجيش والشرطة المرابضة فى مدن المواجهة.. ويتعمدون اسقاط عدد من الشهداء الجنود.. كمحاولة بائسة لاشاعة الاحباط واليأس بين أفراد القوات المسلحة.. وأيضا بين الجماهير التى يحزنها موت شبابها وهم فى عمر الزهور فى هذه الحرب التى طال انتظار حسمها.

وللأسف.. تمر ذكرى هذا اليوم العظيم.. «يوم الكرامة والقصاص» دون أن نجد فى وسائل الإعلام كلها.. صحفا وفضائيات ومواقع الكترونية.. من يتذكر هذا اليوم التاريخي.. ويمنحه ما يستحقه من الاحتفاء الإعلامى والتوثيق التاريخى باعتباره عبرة لكل دول العالم التى تبدى تخاذلا مخجلا فى التعامل مع الملف الليبى بجدية.. وتتجاهل ما تحذر منه دائما بشأن الأزمة الليبية التى تشكل خطرا على الأمن القومى لدول المنطقة كلها.. مثلما تتجاهل أيضا ما تنادى به مصر من ضرورة مواجهة ومحاسبة الدول الداعمة للإرهاب فى ليبيا وغيرها والراعية لتنظيماته بالتمويل والتسليح والتدريب وتوفير الملاذات الآمنة والغطاء السياسى والإعلامى لهذه التنظيمات.