رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في الموضوع

 

 

 

 

١٠٠ مليون نسمة في مصر الآن، تختلف في طباعها وأذواقها، وسطهم ٦٥ مليون شاب وفتاة بين الثلاثة عشر والثلاثين ربيعًا، هم الأكثر ثورة ورفضًا لما مضي في ظل تكنولوجيا الألفية الثالثة وما حملته من تواصل اجتماعي عبر الهواتف الذكية التي بين أيديهم.

ومن خلال تلك الهواتف التف الشباب داخل حدود الوطن وخارجه حول الظواهر الأبرز انتشارًا والأكثر تأثيرًا في محيطهم، وأحدثها وصول أغنية شعبية اسمها (بنت الجيران ) إلي المرتبة الثانية عالميًا في الاستماع والمشاهدة لمطرب مصري يدعى حسن شاكوش اعتاد أن يغني في الأفراح وعلب الليل.

وشاكوش ليس وحده، فهو أحد أبناء جيله مثل عمر كمال وحمو بيكا ومحمد رمضان الذين أطلق عليهم تجاوزا (مطربو المهرجانات) الذين أصبحوا مطلبًا لأذواق الشباب بما يطلقونه (من خبط ورزع) تحت مسمي الغناء في ظل خلو الساحة الغنائية من اللحن العذب والكلمة الراقية التي تخاطب وجدان الشباب قبل أن تناجي عيونهم وغرائزهم.

والأخطر في الأمر، انه تم اذاعة هذه الأغاني في المناسبات العامة، والاحتفالات الشعبية واخرها ما حدث بحفل (استاد القاهرة) الذي تغنى فيه أولئك المطربون بألفاظ تخدش حياء السامعين.

وهنا خرجت وزارة الثقافة ونقابة الموسيقيين بقرارات صارمة تمنع هؤلاء المطربين من الغناء، وكلفت شرطة السياحة بمطاردتهم في حانات الليل والبواخر العائمة، وبلغ الهجوم مداه حين تم وصفهم في الإعلام بـ(الحشرات).

في اعتقادنا أن هذا ليس هو العلاج الحاسم للقضاء علي هذه الملوثات السمعية من أغان هابطة، وإنما هي المواجهة بغناء بنّاء وفن واقعي يحمل رسائل محددة تعالج قضايا الشباب وتقتحم عالمه الذي أغلقه علي نفسه، بعد أن ابتعد عنهم المبدعون والأدباء والكتاب وانشغلوا بقاعدة الجمهور عايز كده، في حين أنهم تناسوا أن العملة الجيدة هي التي تطرد العملة الرديئة وأن الفن الأصيل هو السلاح الحقيقي لبتر هذه الظواهر الغريبة التي تمكنت من غزو آذان وعقول الشباب.

كذلك مواجهة تلك  الفنون الشاذة التي زحفت علينا مع التوكتوك والميكروباص حتي أصبحت ثقافة شائعة، فتمكنت من دخول فنادق السبع نجوم في ليالي الأفراح وأعياد الميلاد دون أن تفرق بين حي شعبي وآخر راق، أو بين من يلبس الجلباب أو يرتدي (الببيون).

وأخيرا لا تحاكموا (شاكوش) على فنه الهابط، فمثله يوجد في مجالات عديدة في ظل انتشار ثقافة العشوائيات التي تحيط بنا من كل اتجاه.