عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الجمال قيمة إنسانية رفيعة لا يرتبط بالمظاهر الحسبة وحدها ولكنه يمتد إلى الجوانب المعنوية، فعلى الإنسان أن يجمل قلبه بالإخلاص والصدق وأن يتمسك بالأخلاق الحميدة، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

وفى القرآن الكريم والسنة النبوية دلالات كثيرة على أهمية الجمال فى حياة البشر، فحكمة خلق الأشجار والنباتات ليس فى كونها غذاء للإنسان والحيوان أو رئة تتنفس بها البيئة فحسب، بل إن الله تعالى أشار فى كتابه الكريم إلى وظيفة أخرى تؤديها الأشجار والحدائق فى حياة الإنسان ووجدانه وهى تلك البهجة والنشاط والحيوية التى تنبعث فى القلب، قال تعالى «أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون» (النمل 60).

إن تلك الصيغة الجمالية التى تميز الطبيعة على اختلاف مكوناتها ليست إلا تطبيقاً لقاعدة عامة أقرها الله تعالى فى كل من ملامح الكون كما أحب لعباده أن يتحلوا بها تلك هى قاعدة الجمال.

فعن بن مسعود أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «إن الله جميل يحب الجمال» وحتى فى التعامل مع كبد الحياة ذكر القرآن الصبر الجميل والصفح الجميل والهجر الجميل والتسريح بإحسان.

والجمال قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجابى وهو يعطى معنى للأشياء الحيوية، وهو إما أن يكون جمالاً مادياً أو جمالاً معنوياً، والجمال المادى هو الجمال الحسى المدرك بحواس الإنسان من جمال الطبيعة والبشر وغيره من الأشياء المادية التى يمكن رؤيتها والتحقق منها مادياً، والجمال المعنوى ذو قيمة أعمق وأشمل من الجمال المادى وتعدده أكبر فهو يحمل فى معانيه معانى سامية مثل الأخلاق والقيم والصدق وكثيرًا من الأشياء المعنوية.

وإذا كان الجمال قيمة مرتبطة بالغريزة والعاطفة والشعور الإيجابى فهو كما ورد فى كتابه الكريم «صنع الله الذى أتقن كل شىء إنه خبير بما تفعلون» (النمل 88).

فهذه هى الطبيعة بجمالها فى كل مكوناتها المادية وقيمها المعنوية فإذا امتدت إليها يد البشر لابد أن تحافظ عليها فإذا أصبحت غير ذلك فهو من يد البشر الذى عبثت بالطبيعة فهرب منها الجمال وعبثت بالقيم فتقطعت بين البشر الأوصال.

فهل لنا أن نعيد للطبيعة جمالها فى بيئة تبعث البهجة فى النفوس وتعيد للقيم مكانتها فتعزز التواصل بين البشر جميعاً.

ونحن نجد فى واقعنا المادى تشوهات فى المنظر العام فى المبانى من حيث شكلها ولونها وخروجها خارج خط التنظيم وتشوهات فى الحدائق والأماكن العامة وفى نهرنا وفى الترع والمصارف التى أصبحت محلاً للصرف الصحى والصناعى وكذلك فى بحارنا وبحيراتنا لم تسلم أيضاً من هذا التشوه وهذه أمثلة فحسب.

وفى الجانب المعنوى فى الأمانة والصدق والأخلاق الكريمة والإخلاص فى العمل وفى مراعاة مشاعر الإخوة الإنسانية وفى التلوث السمعى والبصرى، كل هذه الأمور لم تسلم من التشوه وهذه أمثلة فحسب.

فليتنا نرى فى يوم من الأيام وزارة البيئة تكون وزارة للجمال بدلاً من هذا المسمى وهو البيئة.

وليتنا نرى مادة باسم الجمال تدرس فى جميع مستويات التعليم لأن تحقيق هذا الأمر ليس بالإمكانيات المادية ولكنه يبدأ بثقافة الجمال وهذا لا يتأتى إلا مع النشء وبالتعلم.

إنه جمال البيئة بشقيها المادى والمعنوى.. فالله جميل يحب الجمال.