عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

 

ﺻﺤﻔﻲ ﺳﺄﻝ الكاتب الكبير ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ: مين ﺃﺷﻬﺮ، أﻧﺖ أم محمود ﺷﻜﻮﻛﻮ؟.. فرد: ﻣين ﺷﻜﻮﻛﻮ؟! فنقل الصحفى ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ، فقال: اذهب ﻟﻠﻌﻘﺎﺩ ﻭقل له ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭأنا ﻫﻨﺰﻝ ﻭﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻭﻧﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ هتتجمع ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ ﺃﻛﺘﺮ؟! ﻓنقل ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎﺩ ﻛﻼﻡ ﺷﻜﻮﻛﻮ، فقال: ﺭﻭﺡ ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻭﻗﻮله ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭﻳﺨﻠﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺭﻗﺎﺻﺔ ﻻﺑﺴﺔ ﺑﺪﻟﺔ ﺭﻗﺺ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺘﺘﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ ﺃﻛﺘﺮ؟!

رسالة العقاد لها مغزى كبير ومهم أوى فى زماننا وواقعنا، إن مقياس شهرة شخص ليس دليلًا على نجاحه، وتقييم عملك فى ظل التكنولوجيا أصبح تريند ومقياس نسبة التعليقات، المشاهدة! فهناك فرق بين الواقع والحقيقة، الواقع أن مقياس نجاح الشخص وشهرته متوقفة على كثرة المتابعين الذين فى كثير من الأحيان يتم شراؤهم! أما الحقيقة فمقياس الشخص بقيمته وبتأثيره الإيجابى للمجتمع وليس بكثيرة أمواله أو متابعيه، فالتاريخ يُحاكم الجميع وأثرك هو خير من يُدافع عنك، والتاريخ يتذكر العظماء فقط والذين تركوا بصمة وغيروا مجرى التاريخ بأعمالهم الإيجابية المؤثرة.

فلم يصبح اليوم هناك مقياس لنجاح برنامج أو فيلم أو مسلسل أو أغنية أو فنان ولا يوجد معايير، فالأمر متوقف على عالم السوشيال ميديا، فالكل الآن أصبح يبحث عن الشهرة والأمر غير مُكلف، فكل ما يتطلبه الأمر فتح قناة على اليوتيوب والبدء فى تحميل فيديوهات ليست لها أهمية، فأصبحت المادة هى من تحكم والكل يبحث عن أكبر عدد ممكن من المشاهدين حتى ولو تم شراء المتابعين بالمال! وبالتالى زيادة الأموال، فمنهم من يصور حياته عبر فيديوهات ويبثها للمشاهدين والغريب أن الكل يعلق بالسب والكل غير راضٍ ومعترض ومن ثم يبدؤون بالترويج لهم أيضًا بحجة نقدهم ولا يعلمون بأنهم يساهمون فى انتشارهم والكل يتابعهم بطريق الاعتراض وليس الإعجاب! فالشهرة نوعان: نوع يأتى من تلقاء نفسه أى أن شخصًا نبغ فى مجالٍ ما ومن ثم يبدأ بالشهرة الإيجابية ولا يسعى هو لإشهار نفسه والتحدث عن نفسه، بل الناس من تتحدث عنه! ونوع يسعى إليه صاحبه ألا وهى الشهرة السلبية، فيبدأ الشخص بفعل أشياء تثير بلبلة سواء أكانت فضيحة شخصية أو فضيحة لشخص ما ، فهناك من تتعمد نشر فيديوهات منافية للآداب بغرض أن تصبح حديث العالم فهى تسعى لإرضاء ذاتها ولو كان بالسب!

بالإضافة إلى عالم اليوتيوب الذى لا أعلم حتى الآن ما هدفه إلا دمار الشعب وإخراج كل ما هو سلبى من البعض ليصبح عدوى أشد خطرًا من الكورونا والمستفيد الوحيد هو صاحب قناة اليوتيوب! الأشد خطرًا بعض القنوات الإعلامية التى تتناول كل الأمور السلبية وكل الأخبار التى بلا قيمة ولا تفيد الجمهور بأى شيء، وعندما يأتى إنجاز لمصر أو الانتهاء من مشروع ما لم يتناولوه وإن تحدثوا عنه فيمر الحدث مرور الكرام أو يتناولونه بشيء من السخرية؟! ناهيك عن اختيار بعض الضيوف غير المؤهلين فى الحديث عن المواضيع المختارة، وعن كثرة البرامج التى أصبحت بلا فائدة، بل الهدف الأول والأخير هو الربح!

أختم مقالى بالعديد من الأسئلة: بداية فى مصلحة من يحدث كل ذلك؟ وما هو دور وزير الإعلام؟ أين نقيب الصحفيين والمسئول عما ينشر فى المواقع الإلكترونية للصحف العالمية من أخبار تافهة وغير مهمة وغض البصر عن الحديث عن الأخبار المهمة والإنجازات التى تحدث فى مصر؟ لِما لا توجد رقابة وحدود عما يحدث فى قنوات اليوتيوب والقنوات الإعلامية التى أصبحت خارج السيطرة؟

 

 

كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية

[email protected]