رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

منذ فترة طويلة وأمريكا تضع السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب، وقد أوقعت عليها عقوبات اقتصادية عديدة، كان لها أثر كبير على السودان وشعبها، بل وكانت السبب الرئيسى لقيام الثورة السودانية ضد حكم البشير، فقد انضمت القوات المسلحة السودانية إلى الشعب فى ثورته ضد البشير، ومحاكمته عما تم ضبطه من أموال فى منزله، وأنزلت المحكمة عليه عقوبة السجن ومصادرة المضبوطات.

الرئيس عمر البشير – منذ زمن طويل – ارتكب العديد من الجرائم البشعة والإبادة الجماعية فى إقليم دارفور، وقد قدم عن تلك الجرائم العديد من الشكاوى لهيئة الأمم المتحدة، وتم إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية، ورغم استدعائه للمحاكمة إلا أنه رفض المثول للمحاكمة الى أن قامت اخيرا الثورة ضده. ومن المعروف ايضا أن السودان سبق اتهامها بالاشتراك فى تدمير البارجة البحرية الامريكية فى باب المندب وإغراقها مما ترتب عليه وفاة العديد من رجال البحرية الامريكية. كل هذا جعل المجتمع الدولى ينظر للسودان كدولة راعية للإرهاب، ومن ثم فرض العقوبات الاقتصادية عليها.

وبعد قيام الثورة السودانية وتشكل المجلس السيادى السودانى بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، حاول الفريق البرهان إصلاح العلاقات الدولية السودانية مع دول العالم خاصة أمريكا، فبدأ ذلك بأن وافق على تقديم الرئيس عمر البشير - ومن اشترك معه فى الجرائم التى ارتكبت فى اقليم دار فور - للمحكمة الجنائية الدولية، وبهذه الخطوة استطاع كسب رضاء الميليشيات المسلحة فى اقليم دارفور، فضلا عن استحسان هيئة الامم وأغلب الدول الكبرى. ويقال ايضا إن أمريكا طالبت السودان بتعويض قدره ثلاثون مليون دولار لضحايا البارجة التى أغرقت عند باب المندب، وأن السودان وافقت على دفع هذا المبلغ.

وفى الايام القليلة الماضية، طالعتنا بعض الصحف والبرامج الاخبارية عن قيام الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى السودانى، بعقد اجتماع سرى فى اوغندا مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وقد تم الاتفاق فى هذا الاجتماع على تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية، فى إشارة منه بأن سودان اليوم تختلف عن سودان الأمس إبان حكم البشير - كل ذلك فى تقديرى - على أمل أن إسرائيل بعلاقاتها الطيبة مع امريكا سوف تساعدها فى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بعد التطبيع بالطبع.

فى تقديري، أن الفريق عبدالفتاح البرهان عمل بنصيحة القائد الإنجليزى المخضرم تشرشل حينما قال (إن السياسة لا تعرف صديقًا دائمًا، ولا عدوًا دائمًا، وإنما تعرف المصلحة دائماً). فالتصرف الاخير للفريق عبدالفتاح البرهان لا يعنى بالضرورة أن السودان قد باع القضية الفلسطينية، بل إن الهدف من هذا التصرف تصحيح الاوضاع التى خربها حكم البشير، وإصلاح ما أفسده نتيجة جنوحه نحو المسلمين المتشددين، والذى كان السبب الرئيسى فى اعتبار السودان دولة راعية للإرهاب ومن ثم توقيع العقوبات عليها.

أعود فأقول.. كل دول العالم تسعى لتحقيق مصالحها ومصالح شعوبها، فهل تسمع السلطة الفلسطينية – بهذه المناسبة - لصوت العقل، من أجل تحقيق مصلحتها ومصلحة الشعب الفلسطينى، وأن تنهى النزاع القائم بينها وبين إسرائيل، خاصة أن أغلب الدول العربية ما لم تكن قد أعادت العلاقات بينها وبين إسرائيل، فهى فى طريقها إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وتحيا مصر.