رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد

تعلمت بمدرستى الإعدادية والثانوية ثقافة التطوع ومساعدة المحتاج.. وكنا يوم الحكم الذاتى عبر ست سنوات يذهب عدد من الفصل المنوط به خوض تجربة الحكم الذاتى والذى هو نموذج مصغر من اللامركزية التى ألغتها ثورة يوليو 1952 ولم تنجح حتى الآن فى تطبيقها.. علماً بأنها الحل للتنمية والديمقراطية ومناسبة للمديريات أو المحافظات أو حتى الأقاليم الاقتصادية ولن تنهض القرى ولا الصناعات الصغيرة والبيئة إلا بتطبيق نظام اللامركزية.

كنا فى يوم الحكم الذاتى نذهب للمستشفيات ممثلات لجمعية أصدقاء المرضى بالمدرسة، حيث كانت تبرعاتنا كتلاميذ تبدأ من 5 قروش ولا تزيد عن 50 قرشاً شهرياً، ونتسلم إيصالاً بالمبلغ موقعاً من مسئولة النشاط والإخصائية الاجتماعية وختم مديرة المدرسة.. الله على نظم التربية قبل التعليم وكلاهما يوفر تقدم المجتمع ويضمن بناء الشخصية المصرية الأصيلة.

وكنا نعمل بالمستشفى بدءاً من فرش السراير بمساعدة صادقة للتمريض وتنظيف الأرضيات ومساعدة المرضى والتحدث معهم وإهدائهم وردا وزهورا من زراعة التلاميذ بمساعدة وإشراف الأستاذ حسين الأنصارى مدرس التربية الزراعية، ونغلفها تحت إشراف مدرسات الرسم والتفصيل صباحاً قبل بدء الدراسة.. كانت مدارس منتجة ومتقدمة وتبنى المجتمع وتؤثر فيه.

تذكرت كل ذلك وترحمت على أساتذتى وكدت أبكى عندما زرت أحد مستشفيات التأمين الصحى بصحبة سيدة طيبة لا تملك ثمن الأدوية أو كشف الطبيب.. وللأسف تزامنت هذه الزيارة مع «وصلة الرقص» بإحدى المدارس ثم أعقبها «وصلة الشيشة» بين المدرس وتلاميذه.. وهنا كررت سؤال العالم الجليل د. جلال أمين «ماذا حدث للمصريين؟»، إن التعليم والتابلت والامتحانات المطورة لن تجدى طالما الطالب بعيدا عن مجتمعه وأسرته والقدوة الحسنة، والعمل بروح الفريق وأداء المسئولية المجتمعية.. أعيدوا بناء الشخصية المصرية على أساس ما تعلمناه من التراث وبيت العيلة والمدرس الذى كاد أن يكون رسولاً.

المستشفى الذى زرته بصحبة السيدة الطيبة به كل الإمكانيات والتجهيزات ولكن لا أحد يسأل عن المريض الغلبان الذى ذهب للمستشفى وحده، فلم تعد الجارة تصطحب جارتها للعلاج والأبناء مشغولون والحياة سريعة والوحدة بالمنزل والمستشفى والمحلات تمزق الأم التى ربت وعلمت وأنفقت ولا تجد أى مردود إلا ما رحم ربى.. التجهيزات متوقفة حيث «ماكينة التصوير» الحديثة لا تعمل.. والمطلوب من المسن أن يخرج للشارع حيث محل للتصوير ثمن الورقة جنيهان! وهنا من الممكن أن يغادر المريض المستشفى هرباً من المشوار وربما لأنه لا يملك ثمن تصوير الرقم القومى أو روشتة لصرف الدواء وهكذا.. وهنا تكمن ثقافة التطوع وكيف أن عاملا أو عاملة لو كلفها المستشفى بعمل هذه الإجراءات البسيطة والتى ترهق المرضى، يا عالم المريض المستند لعصاه لا يستطيع المشى ولا يساعده أحد ممن يجلسون بالعشرات، فماذا حدث ولماذا لا تعود جمعيات «أصدقاء المرضى» ويشارك بها أصحاب المعاشات والشباب ببعض الوقت من أبناء كل حى للمستشفى المجاور لهم، ألا نتعلم ممن يستشهدون كل يوم لنحيا نحن وبلا تفاعل مجتمعى؟

رحم الله أساتذتنا وأبناءنا وهدى من بقى.