عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

فى انتظار أول جرار زراعى مصرى، علقت فى الأبصار  صورة اللودر المصرى، تصنيع مصرى بالكامل، لم تعد القضية تصنيع كاوتش سيارة، تجاوزنا هذا الحكى بفراسخ، ومن شاهد لمعة الفرح فى عين السيد الرئيس وهو يطالع باكورة انتاج المصانع الحربية من اللوادر، يعرف طعم الفرحة.

 غبطة المصريين باللودر الجديد كانت بادية على الوجوه، وسألوا  عن الجرار الزراعى، فى الطريق إن شاء الله، مصر ركبت الطريق الصعب، طريق التصنيع الثقيل بعد عثرة طالت واستطالت وخلفت مزاجا سوداويا بشأن مستقبل الصناعة المصرية، وتوالت مقولات تحبيطية، تجهض الأمل  فى النفوس، وتثبط الهمم، مهم إشاعة الأمل  فى النفوس، تجار الإحباط ليس لهم مكان فى الأسواق، مفتوحة فحسب أمام  تجار الأمل، تجارة رابحة، وعيش بالأمل وصفة مجربة.

فى مصنع 300، تقابلت عيوننا فرحة أنا ورئيس تحرير الوفد الصديق وجدى زين الدين، ونحن نرى تصنيعاً مصرياً خالصاً بأياد مصرية فى المصانع الحربية، من الطلقة الى الصاروخ، وخطط للاكتفاء الذاتى من الذخيرة، حاجة تفرح القلب الحزين، مطالعة الأرقام  التى قال بها الوزير المحترم محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى، تشيع فى النفس بهجة، أرقام تؤشر على إرادة متحققة على الأرض، إرادة شعب قرر أن يقهر المستحيل.

الافتتاحات، والتوسعات، والأرباح  المتحققة فى وحدات الإنتاج بطول وعرض البلاد، ستؤتى ثمارها، وظائف وخدمات، منجم أبو طرطور يودع الخسارة الى الأرباح، ومصانع الفوسفات تحلق بعيدا، والمصانع الحربية تتألق إنتاجا، ومصانع الرخام دخلت خط الإنتاج، ومصانع النسيج على الطريق، والمصانع المتعثرة يتولاها البنك المركزى ماليا لتفتح أبوابها.

يا فتاح يا عليم افتحها فى وجوه الطيبين، وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم، وعلى المرجفين فى المدينة أن يقلعوا عن إحباطهم، وتحبيطهم، مصر ماضية، ركبت الطريق، السيارة المصرية إنتاجا فى الطريق، السيارة المصرية تنطلق على الطرق الحريرية، مصر تنهض، تقف على قدميها، ستبقى "قد الدنيا"، كلمة الرئيس لم تطلق هكذا حكياً فى الهواء، ولكنها تترجم على الأرض إنجازاً، كل يوم فيه جديد، الرئيس لا يضع حجر الأساس، يفضل قص شريط الافتتاح  مباشرة، ليس هناك متسع من وقت، الإنتاج هو الحل، هو الأمل، الرئيس طامح، ونحن شعب يستحق طموح الرئيس.

فليتنحَ المحبطون جانبا، دكاترة إجهاض الأمل فى النفوس يغدروننا، كفى إحباطا وتحبيطا، مقولة وأنا استفدت إيه، مقولة كريهة، استفدت يا هذا أن أرقام البطالة تقلصت الى حدودها الدنيا، فرص العمل ظهرت، وقوة العمل نفرت إلى أعمالها، أسواق الرجالة غلقت، كل من يملك قدرة على العمل، العمل ينادى عليه، ومن لم يتحصل على فرصة عمل، ستأتيه، فقط عيش بالأمل.

جماعة انا استفدت إيه، جماعة مزعجة، صارت مقولاتها لغواً محزناً يردده البعض فى مواجهة استحقاقات وطنية، تشى بأنامالية  مقيتة، وإحباط مخيف، وتثبيطاً للهمم، وإجهاض لأحلام مشروعة فى غد أفضل.

يحزنك شباب زى الورد المفتح يغمض عينيه عن كل ما يجرى فى مواقع الإنتاج، وعن آيات الإنجاز، وعن روح النماء التى تسرى فى الواقع المصرى الذى كان قد أجدب من مشروعات وأفكار وآمال عظام، يغض الطرف متقوقعا حول ذاته، وأنا استفدت ايه، جملة وقعها محزن، وصداها مؤلم، وتدعو إلى الكفر بكل حبة عرق تنداح على سلسلة ظهر محنية تحرث الأرض وتبذر الأمل فى الأرض الطيبة.

مقولة كالرصاصة تقتل جنين الأمل فى بطن أمه، تغتال أحلام خضراء، وتسكن القبور أرواحا تواقة إلى الأمل، وأنا استفدت إيه،  جملة غبية  يلهو بها عابثون ليفخخوا المستقبل، ويلونوا الصورة بسواد صدورهم، يلقونها فى عرض الطريق وينصرفون غير عابئين بالحمل الذى يحمله الوطن على كاهله، وكأن مهمتهم انتهت، استيئسوا فصار يائسين محبطين، ولا يكتفون بل يصدرون إحباطهم وينفسونه فى الوجوه، كحاملى العدوى الفيروسية، لا بد من عزلهم، وقبلها تحصين المجتمع بمضادات الأمل حتى لا ينتصر الفاشلون فى معركة الأمل.    .