عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

العدالة ليست نصوصًا جامدة نريد تطبيقها فقط، ولا هي نصوص عقابية أو اجرائية فحسب، وإنما هي كيف يصل إلي  كل ذي حق حقه، وأن يكون لديه من الضمانات مما يحتاجه. وقلنا قبل ذلك إن هذه المنظومة تتمثل في 3 محاور رئيسية هي إعداد القاضي والقوانين التي يتم تطبيقها ودور المحاكم، وفي مقال سابق تحدثنا عن إعداد القاضي، وقلنا إن عملية  الإعداد لابد أن تبدأ من اخيار وكيل النيابة وحتي الاعداد الكافي للقاضي وتأهيله، وفي هذا الصدد تحدثنا عن معهد إعداد القاضي الذي يجب أن يتم من خلال انشاء معهد يخرج من وقع عليه الاختيار للعمل في النيابة وقد حصل علي درجة تعادل الماجستير بعد دراسة لمدة سنتين.

اليوم نتحدث عن أهمية دور المحاكم وما يجب أن تكون عليه، في السابق كانت المحاكم أشبه بلوحة فنية رائعة، وكان يتم انشاء المحاكم بشكل يدعو إلي التأمل أمام جمال العمارة  والذوق الرفيع بها، والطابع الفني الذي يليق بجلال مكانتها وأهميتها، ومثلا نجد المتأمل لدار القضاء العالي، يجد نفسه أمام لوحة معمارية رائعة، لا يضاهيها شبه في أكثر بلدان العالم تحضراً  وتقدماً، المكان الذي يلتقي  فيه القاضي  والمحامي والمتهم، يجب أن يكون مريحاً بدلا من المشهد المقزز الذي نراه في المحاكم حالياً، والتكتل البشري الذي يعد مشهداً متكرراً يومياً داخل المحكمة من زحام شديد، إضافة إلي وضع المتهمين في الأقفاص بشكل تأباه الحيوانات.. ناهيك عن غرفة المحاكم الضيقة التي لا توجد بها تهوية، وتنبعث منها روائح التدخين، وتزداد الكارثة لو أن هناك ارتفاعا في درجات الحرارة.

 مصر الآن بعد30  يونيو، يجب أن يكون هناك تغيير في دور المحاكم، بمعني أن يشعر المواطن أن شيئاً ما قد حدث بالتغيير إلي الأفضل والأحسن، فلا يجوز علي الإطلاق أن تظل المحاكم علي حالها الحالي الآن الذي يشكو التكدس وعدم ملاءمته لتحقيق العدالة الناجزة التي يسعي إليها القضاة، لتطبيق القانون والغاية من تنفيذه في علة العقاب والردع.. كما لا يجوز أن نغفل دور الرقابة والمتابعة علي المحاكم إدارياً، لمتابعة بدء الجلسات بدلاً من المهازل التي تحدث الآن، فلا توجد محاكم إلا ما رحم ربي، تلتزم بمواعيد بدء الجلسات، يظل المحامون والمتهمون قيد الإقامة الجبرية لفترات طويلة، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه في نهاية اليوم عندما لا يتم بدء الجلسات خاصة في القضايا الجنائية.  والسبب في ذلك هو انعدام المتابعة، فلماذا لا يكون هناك داخل كل محكمة جهاز للمتابعة بصفة دورية، علي مواعيد بدء الجلسات وعلي نظافة المحاكم وتهيئتها لهذا العمل الجليل الذي تؤديه لتحقيق العدالة؟!.. لابد من إحداث تغيير في دور المحاكم حتي يشعر المواطن بالتغيير الحقيقي بعد الثورتين.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد