عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

قبل أن يحل السادس والعشرون من مارس القادم- والذى يصادف مرور خمس سنوات على بدء التحالف العربى للحرب فى اليمن- بادرت دولة الإمارات وأعلنت مؤخرًا سحب جميع قواتها من اليمن وفق استراتيجية جديدة تبنتها ترتكز على ترك مهمة القتال لمائتى ألف جندى يمنى قامت الإمارات بتدريبهم وتسليحهم كى يتولوا هم المسئولية.  ويقدر عدد القوات الإماراتية المنسحبة من اليمن بخمسة عشر ألف جندي. بيد أن قرار الإمارات كان أحاديًا فلم يأت نتيجة لاتفاق سياسى دولى أو إقليمى. وهنا تثور عدة أسئلة: لماذا اتخذ هذا القرار الآن؟ وهل تم بصورة جزافية دون التمهيد له؟ ثم ما هو مصير حلفاء الإمارات فى الجنوب اليمنى؟ وهل تم اتخاذ القرار وفق خطة مدروسة وتم إشراك المملكة العربية السعودية فى الوقوف على تفاصيلها؟ وهل يمكن أن تجنح السعودية- وهى قائدة التحالف العربى في «عاصفة الحزم»- فتحذو حذو الإمارات وتنسحب بدورها من الأراضى اليمنية؟

بات من المؤكد أن الإمارات اتخذت هذا القرار من أجل حماية أمنها والاستجابة لمطالب شعبية لا سيما من قبل تلك الفئات التى كانت لا تحبذ المشاركة فى هذه الحرب عديمة الجدوى من منطلق أنها لا تشكل حلًا للأزمة اليمنية بل على العكس تزيد الوضع تفاقمًا. ولهذا فإن قرار الإمارات كان محاولة لإنهاء الأزمة الممتدة فى اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، كما أن القرار الإماراتى هو محاولة لترطيب الأجواء مع إيران لا سيما وأن الإمارات كانت قد أرسلت فى العام الماضى وفودًا إلى طهران فى معرض تحسين وترطيب العلاقات معها.

واليوم نقول حمدًا لله أن بادرت الإمارات واتخذت هذا القرار الذى طال انتظاره لا سيما بعد أن أدت حرب اليمن إلى تفاقم الأوضاع وزيادة الأعباء الاقتصادية دون أن تحرز تقدمًا حقيقيًا تراهن عليه المملكة العربية السعودية. ويكفى الحصاد الذى خلفته تلك الحرب من قتلى ومصابين فاق عددهم عشرات الآلاف، خلافًا لانتشار وباء الكوليرا الذى عصف بحياة الكثيرين. هذا عوض عما تمخضت عنه الحرب من مجاعة أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية فى العالم، ففى ظلها بات نحو ثمانين فى المائة من اليمنيين فى حاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة. ويكفى القول إنها الحرب التى لم تكن ناجحة، ولم تكن سريعة وخاطفة، كما أنها لم تحقق المرجو منها حتى الآن، كما أنها لم تشكل دحرًا للحوثيين.

واليوم نقول ليت المملكة العربية السعودية تحذو حذو الإمارات وتبادر بسحب جنودها من اليمن لا سيما بعد أن فاقمت هذه الحرب الأوضاع على الحدود الجنوبية للسعودية، وزادت من الأعباء الاقتصادية دون أن تحرز أى تقدم حقيقى تراهن عليه المملكة عسكريًا. يدعم هذا أنه وعلى مدى خمسة أعوام منذ انطلاق عاصفة الحزم فى 26 مارس 2015 أثبتت الحملة فشلها، فلم تحقق المرجو منها حتى الآن. ويكفى أنها لم تشكل دحرًا للحوثيين. واليوم نتساءل: هل ما اتخذته الإمارات يمثل بداية لنهاية هذه الحرب؟ ما يرجوه المرء أن يكون قرار الإمارات بسحب قواتها من اليمن بادرة حقيقية لإعادة الأمل لليمن وللمنطقة.....