رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من خصائص لغتنا العربية تنوع دلالة المصطلحات المتشابهة لغويا ما أوقع البعض فى مشكلة الخلط بين المفاهيم، ومثال ذلك أن كلمة الخلاف ليست بمعنى الاختلاف، حيث إن الخلاف هو التقاطع والتناقض فى المبدأ والمسلك ومن الناحية السياسية تطور الخلاف يقود الى النزاع وقد يصل الى حد الصراع، أما الاختلاف فهو نوع من الجدال الذى لا يفسد للود قضية كما أنه رحمة بين البشر وهذا الجدال سموه «الديالكتيك» أى تباين رأيين للوصول إلى رأى ثالث يعبر عن واقع افضل.

ومهما تباينت المواقف ووجهات النظر تظل هناك مساحة من الاتفاق وعليه يصبح الاختلاف مسألة مختلفة عن الخلاف عند كثير من المفكرين، حيث إن الاختلاف يرتقى بالفكر إلى درجة متقدمة فى التحضر، أما إذا أصر البعض على تسمية أى اختلاف خلافا فهو منزلق نحو مستنقع التأخر والتخلف الحضارى وينحدر بالفكر الإنسانى من عليين إلى أسفل سافلين.

وينعكس هذا على السلوك ليعود إلى عصور تحجر العقول ويمكن القول إن الإمام الشافعى - رحمه الله – كان سابقا لعصره عندما قال «مذهبى صواب يحتمل الخطأ ومذهب غيرى خطأ يحتمل الصواب» وهنا قبول أفكار الآخر شرط لإمكانية البحث عن الأفضل فى جدلية اى حوار مهما اختلفت المنطلقات وتعددت مقاربات البحث عن الحقيقة ولهذا ما دار مؤخرا من حوار بين فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر وأ. د. محمد عثمان الخشت وهو مُفكر وكاتب مصرى وأستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمُعاصرة، ويشغل حاليًا منصب رئيس جامعة القاهرة يعد مجادلة فكرية من باب الاختلاف! وقد حاول البعض - بحسن أو سوء نية - استغلال «الاختلاف» بين الرجلين وتحويله إلى «خلاف» لكن الخطورة ما نجم عنه من استقطاب فكرى بين العامة وكأن القضية تحولت الى مع وضد رغم أن الموضوع ليس سوى ظاهرة صحية تعبر عن حوار عقلانى غير متعصب بين الرجلين فى مجتمع دعونى اقول إنه متغير.

اثار الاستقطاب بين مع وضد اشكالية دلالة معنى وحدود التغيير بمعنى التطوير او التجديد وحاول البعض تفسير مفهوم التغيير بأنه تراجع عن الثوابت فى حين خلط البعض الآخر بين المتغير والثابت ونظر للتغيير على أنه خروج غير مقبول على الثوابت وفى اعتقادى أن كلا الأمرين مرفوض شكلا وموضوعا بمعنى إن الحفاظ على الثوابت وقبول التغيير مطلوبان طالما كانت حدودهما واضحة فى حوارات الخاصة والعامة من الناس وبالتالى الاستقطاب ورفض حوار الآخر ليس غير التخلف بعينه.

خلاصة القول، إن سنة الله فى خلقه التطور وفى الوقت نفسه من ليس له ماض ليس له حاضر او مستقبل بعبارة آخرى ما كان لا يستوعبه العقل بالأمس أصبح بحكم التطور العلمى والثورة الاتصالية مقبولا اليوم فمنذ خمسين أو ستين عاما لم تكن هناك شبكة دولية للمعلومات «وهواتف نقالة تعمل بما يسمى الذكاء الاصطناعى وكانت المعلومة تحتاج جهدا كبيرا للبحث عنها أما اليوم فسهلت الثورة المعلوماتية عملية البحث العلمى وانجزت ما كان مستحيلا وهذا هو المتغير، اما الثابت فهو كل ما يتعلق بالاعتقاد والمبادئ والاخلاق وبين كليهما يأتى الاجتهاد والجدل بالتى هى أحسن!