رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تعلمنا من السوابق البرلمانية أن أصوات الناخبين فى الصناديق كاشفة للنتيجة، ويصير المرشح الحاصل على أعلى الأصوات بعد فرز صناديق لجان الدائرة بالكامل نائباً ومتمتعاً بالحصانة بمجرد إعلان نتيجة الفرز، ولا يمارس دوره داخل المجلس كاستخدام أدوات الرقابة البرلمانية أو غيرها إلا بعد أداء القسم فى اجتماع الجلسة العامة بعد وصول النتيجة النهائية من الهيئة الوطنية للانتخابات.

وبتطبيق هذه السوابق التى ترسخت طوال الفصول التشريعية السابقة على الانتخابات التكميلية لمجلس النواب التى جرت فى دائرة الجيزة، فإن رجل الأعمال محمد أبوالعينين يعتبر نائباً رسمياً للدائرة بعد أن أظهرت مؤشرات فرز أصوات الناخبين التى قامت بها اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات حصول أبوالعينين على الأغلبية الكاسحة من أصوات الناخبين، متفوقاً على منافسه فى الانتخابات المهندس هشام البدوى، وبذلك عاد أبوالعينين إلى مقعده فى دائرة الجيزة، الذى افتقده 10 سنوات بإرادته بعد ثورة 25 يناير، وحكاية إرادته لها قصة طويلة أختصرها بأن أبوالعينين رفض محاولات الإخوان ابتزازه، وفضّل أن يكون خارج المسرح السياسى، وتحمل اتهامه فى قضية موقعة الجمل التى حصل على البراءة فيها بعد تقديم فريق الدفاع عنه أدلة تثبت أن الاتهام الموجه إليه ملفق، وأن الأسماء التى قيل إنه كان وراء إصابتها فى الميدان وهمية!!

وبخبرة 15 عاماً جلس خلالها أبوالعينين تحت قبة البرلمان، تولى فيها رئاسة لجنتى الإسكان والصناعة، وقدم العديد من مشروعات القوانين التى أجاز البرلمان بعضها بصفة نهائية، كما وجه أهم بيان عاجل إلى وزير الثقافة فى ذلك الوقت فاروق حسنى، رغم علاقة الصداقة التى تربطه به حول تكلفة التعاقد مع مخرج فرنسى للاحتفال بالألفية الثانية عند سفح الأهرامات بعد «زيطة» نواب الإخوان حولها، ووضع فاروق حسنى فى رده على بيان عاجل يقدمه له نائب من حزب الأغلبية النقط فوق الحروف، وهدأت العاصفة بعد الكشف عن الحقائق التى كانت خافية عن البعض، كما أعد أبوالعينين بصفته رئيس لجنة الصناعة تقريراً مهماً وضع النقاط فوق الحروف فى مشكلة حديد التسليح، وتقريراً آخر عن أكياس الدم، وتقريراً مهماً عن غرق العبارة «السلام»، كما أهلته مشاركاته البرلمانية الخارجية لحصوله على منصب رئيس شرف الاتحاد البرلمانى المتوسطى.

 أقول بخبرة أبوالعينين السابقة فى البرلمان خاض انتخابات الجيزة من موقعه الحزبى الجديد نائباً لرئيس مستقبل وطن، فى إطار احترام الدستور والقانون تحركت حملته الانتخابية التى أعلنت منذ اليوم الأول احترامها للخصوم، وللرأى والرأى الآخر فى أصوات الناخبين، وكان الدافع الأكبر وراء قبوله خوض هذه الانتخابات هو رغبة أبناء الجيزة فى أن يعود إليهم نائبهم، رغم أن خدماته لم تنقطع عنهم خلال السنوات التى كان فيها خارج المجلس من خلال جمعية أبوالعينين، وكانت توجيهاته للحملة هى عدم التدخل فى إرادة الناخبين، فمن يعطيه صوته سيشكره، ومن يعطى صوته إلى منافسيه سيشكره أيضاً؛ لأنه يهمه مشاركة الناس فى الانتخابات والحرص على ممارسة حقوقهم السياسية فى حرية تامة دون تأثير من أحد، كان أبوالعينين يرغب فى انتخابات ديمقراطية ولكنه واجه اتهامات ممجوجة يرددها القلة بأن المال السياسى كان له دور فى الانتخابات، وتجاهل هؤلاء أن هذا الرجل محمد أبوالعينين لا يخضع للابتزاز، ويرفض أسلوب لى الذراع، ويمارس العمل والمنافسة فى الهواء الطلق، فهو رجل صناعة مشغول بالسياسة التى تبنى البلد، ويرفض معاول الهدم، فاحترامه للقانون والدستور جعله يطلب من أنصاره تأجيل الاحتفالات بفوزه حتى تعلن نتيجة الانتخابات رسمياً من الهيئة الوطنية للانتخابات، معلناً احترامه للقضاء النزيه الذى أشرف على الانتخابات.

وتعتبر عودة أبوالعينين إلى موقعه فى مجلس النواب مكسب للعمل البرلمانى، ويحقق رغبة الأحزاب السياسية التى اتفقت عليها بأن الانتخابات المقبلة يجب أن يتقدم إليها ذوو الخبرة والكفاءة، وقرار أبوالعينين العودة إلى دائرته نائباً هدفه استكمال ما بدأه من إنجازات فى الجيزة المحافظة بالكامل وليس دائرة الجيزة، وتقديم خبراته فى الصناعة إلى مجلس النواب من خلال مشروعات القوانين التى تؤدى إلى توطين الصناعة المهمة، واستكمال مشروعه فى الاهتمام بالصناعات الصغيرة التى تغذى المشروعات الكبيرة، وممارسة دوره فى الخارج الذى قدم من خلاله آراء ساهمت فى تصحيح بعض الأفكار المغلوطة التى كان يأخذها الغرب علينا.

باختصار تستحق انتخابات دائرة الجيزة أن تكون نموذجا وبروفة ناجحة لانتخابات مجلسى النواب والشيوخ المقبلين لما شهدته من نزاهة ومن حرية المواطنين فى التصويت، واحترام المنافسين للقانون والدستور، والبعد عن التصرفات الرخيصة، ولكن للأسف يحاول البعض إحياءها رغم عدم وجودها فى الواقع، ولا نريد أن يكون لها وجود فى دولة مصر 30 يونية، وهى ترفع شعار حرية الناخبين فى الإدلاء بأصواتهم عن قناعة دون تدخل من أحد، ونحتاج أيضاً فى الفترة القادمة إلى مرشحين يقبلهم الناخبون ويكونون دافعاً لتشجيعهم على الإقبال على صناديق الانتخابات من خلال برامجهم التى تسهم فى التنمية وتحسين الأوضاع، وتذليل المشاكل، ونمارس الحديث البناء تحت قبة البرلمان، ويجب أن نكف عن الكلام الصغير الذى يهدف إلى الإساءة للناجحين، ورميهم بما ليس فيهم بقصد تحقيق مآرب شخصية من وراء حركة هدفها تكسير العظام.