عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

أثار إقامة بعض البلدان العربية علاقات مع إسرائيل حفيظة البعض من المصريين والعرب، لماذا لم ينتظروا حتى نسترد الأراضى المحتلة وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس؟، لماذا نقرأ كل فترة عن زيارات واتصالات ولقاءات بين مسئولين عرب وآخرين إسرائيليين؟، هل هذه اللقاءات تعد خيانة للقضية العربية؟، هل تعد خرقاً لقرار التطبيع الذى التزمت به معظم الشعوب العربية؟.

قبل سنوات رفع شعار لا للتطبيع، والتزمت به بعض البلدان والشعوب العربية سنوات طويلة تجاوزت نصف القرن، وكان الهدف من عدم التطبيع هو الضغط على الكيان الصهيونى ومحاصرته لكى يخرج من الأراضى المحتلة، وتقام الدولة الفلسطينية، فخلال هذه السنوات تغيرت الملامح الاقتصادية والثقافية والسياسية، حتى على مستوى الجغرافيا فى الأراضى المحتلة، وقد أحدثت هذه المتغيرات مكتسبات سياسية جديدة لصالح الكيان الصهيونى.

 فى المقابل انهارت أغلب البلدان العربية وضعفت وتفككت، بعضها دخل فى صراعات داخلية، وبعضها فى أزمات اقتصادية، وهو ما دفع بعض الحكومات العربية إلى فتح علاقات مع الحكومة الإسرائيلية بغرض تثبيت أنظمتها، وللحصول على دعم سياسى واقتصادى من الإدارة الأمريكية، وذلك إعمالاً لمقولة: ما يحتاجه البيت محرم على الجامع، ومصلحة البلاد والأنظمة والشعوب فوق أية شعارات أو قرارات جماعية.

 وقد أثبتت الأيام والسنوات عدم جدوى سلاح التطبيع، واتضح للبعض أن رفعه أضر بأغلب البلدان العربية، وجعل الحكومات الغربية بزعامة الولايات المتحدة تخطط لتفكيك هذه البلدان وإدخالها فى صراعات وتقاتل يضعفها ويقسمها ويشغل شعوبها وحكوماتها عن المطالبة بالأراضى المحتلة وقبول الوضع الراهن، والواقع يؤكد أن هذا المخطط، الذى أطلق عليه الشرق الأوسط الجديد، قد نجح بالفعل، وأن أغلب البلدان العربية انكفأت على ذاتها، وبعضها رأى أن تقربه من الكيان الصهيونى سوف ينتشله من أزمته السياسية والاقتصادية.

 فى ضوء هذه المتغيرات التى تمر بها المنطقة المفترض أن نراجع حساباتنا، ونفكر جيداً فى سلاح التطبيع، ما الذى ترتب عليه؟، وما الذى ربحنا من تطبيقه؟، وهل هناك جدوى من التمسك به بعد الوضع المتردى الذى وصلت إليه بعض البلدان؟، هل مازال لسلاح التطبيع قيمة؟، هل من المنتظر أن يساعد فى استرداد جميع أو بعض الأراضى المحتلة عند التفاوض؟.

[email protected] com