رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما تتشابك الأحداث ويتصاعد معها الغبار ويزداد الضباب الذى يحجب الرؤية نرى أن هناك  من يلهمهم الله برؤية باصرة ترى ما وراء هذا الغبار والضباب الكثيف، والرؤية  تسبق الرأى لأنها الإبصار والرأى هو الاعتقاد والرأى معه اختلاف وجهات النظر التى تثرى الأفكار وتأتى هذه الأفكار من شورى الرأى ثم  يأتى العزم وهو القرار، ألم تقل ملكة سباً لحاشيتها من قديم الزمان ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون.

ولقد مرت مصرنا بأحداث جسام تشابكت فيها تلك الأحداث واختلطت فيها الألوان فلم يعد فى مقدور أحد أن يتتبع أخضرها من أحمرها وتصاعد الغبار وكثر الضباب الذى حجب كثير من الرؤية، ولكن القدر شاء أن يهب لمصر المحروسة قيادة كانت لها رؤية ثاقبة نفذت وراء الأحداث ووراء هذا الغبار والضباب واستطاعت بحسها الوطنى أن تميز الألوان المتشابكة واستطاعت تلك القيادة أن تستخلص الآراء التى تساعدها على اتخاذ القرار ومواجهة التحديات التى تواجه  مصرنا الغالية.

وكان أول هذه التحديات هو تثبيت أركان الدولة وهو الهدف الرئيسى الذى لا يمكن الحيد عنه لأهداف فرعية أو ثانوية لأن هذا الهدف من شأنه أن يوجد قاعدة قوية للدولة الوطنية يمكنها من خلالها الانطلاق الى آفاق رحبة ومستقبل عظيم بدون هذه القاعدة يصعب بل يستحيل الانطلاق الى المستقبل.

واستلزم الأمر أن تتحرك قيادة الدولة فى اتجاهين الأول هو مواجهة الإرهاب اللعين بكل قوة وحسم مواجهة ميدانية وفكرية والاتجاه الآخر هو البناء فى كل المجالات فى البنية التحتية بكل أفرعها المختلفة من طرق ومواصلات واتصالات وكهرباء ومياه ثم فى مجال الاسكان والصحة والتعليم والثقافة والصناعة والزراعة.

وكذلك إعادة بناء الجيش وتزويده بأحدث أنواع الأسلحة وبناء القواعد العسكرية على كل الاتجاهات الاستراتيجية لحماية الأمن القومى للدولة هذا فضلاً على التحرك السياسى على مستوى الاقليم فى الدائرة العربية ثم الافريقية ثم الاسلامية والدائرة العالمية لايجاد التواصل مع كل هذه الدوائر لتعزيز موقف مصر على كل الأصعدة لشرح وجهة نظرها فى كل القضايا المحلية والاقليمية والعالمية والتفاعل مع هذه القوى جميعها.

وإذا كانت الرؤية باصرة ترى ما وراء الاحداث فان الرأى يجب أن يكون منزوع الهوى لأنه مداد الرؤية التى يمكن به أن تصل الى الأهداف المرجوة.

وصدق الشاعر حين قال:

«نحن نجتاز موقفاً تعثُر

الآراء فيه وعثرة الرى بردى»

وليكن ما فعلته القيادة الحكيمة لمواجهة هذه التحديات منهجاً لكل المعنيين باتخاذ القرار كل فى مجال عمله وأن يقوم على الرؤية ثم الرأى بمشورة ثم العزم أى القرار ولكل مرحلة من هذه المراحل قواعدها وشروطها، فالتصورات قبل القرارات حمى الله مصر ووفق قيادتها فى رؤيتها  الثاقبة لتحقيق الأهداف من أجل مصرنا الغالية المحروسة.

إنها الرؤية