عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

الكثير من الشعراء وصفوا الحب بأقوى العبارات والمعاني، والكثير ايضًا وصفوا الحب بأروع الأوصاف كمشاعر، ولكن أكاد أجزم أن أصدق تعبير وصفي للحب هو مقولة جلال الدين الرومي « بالرغم من أن الحب لا يمكن تفسيره الا انه يفسر كل شيء»!

فالحب شعور جميل يعتري الانسان يجعله يشعر بأنه مُحب للحياة متسامح، لديه شغف بالحياة وبالمستقبل ، ولكن هل يستمر الحب؟ إجابة هذا السؤال جعلتني أفكر كثيرًا : هل الحب لوحده يكفي وأكاد أجزم بالطبع لا! فالحب مشاعر جميلة لا يستطيع أحد تفسيرها الا صاحبها ولكن الأقوى من الحب هو الشعور بالثقة والأمان! علماء النفس قالوا ان الحب يبدأ من العقل وليس القلب وهذا حقيقي، فعندما يحب احد شخصية ما هو يعتقد انه احبها قلب ولكن في الحقيقة بدون ان يشعر أحبها عقل، قد يتعامل شخصان مع بعضهما البعض بدون نية الحب ثم عقب فترة يشعر كلاهما انه أحب الآخر ولكن كيف يتأتى ذلك؟ او قد لا يدرك الشخص وهو في علاقة انه احب الآخر الا بعد الفراق؟ وهذا الكلام لا ينطبق فقط على العلاقة ما بين رجل وامرأة بل على اي علاقة ما بين اثنين! ولكن أركز هنا عن الحب ما بين اي رجل وامرأة، فالحب الحقيقي يأتي من خلال عدة مراحل وليس ما يطلق عليه الحب من أول نظرة! ففي الحقيقة هو اعجاب من اول نظرة وليس حبا! لذا الكثير يعيشون قصص حب تتجاوز السنوات ثم يصطدم كلاهما في الآخر وتنقلب الى عداوة او كره في الكثير من الأحيان! والسبب راجع الى ان الحب الحقيقي يأتي من خلال اولًا الشعور بالارتياح والقبول وهذه المرحلة اهم مرحلة بل بها تأتي المراحل الأخرى، القبول والارتياح بمثابة شخص طرق على الباب وتم فتح الباب له ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة التعمق في شخصية من امامك من الباطن وليس الظاهر! فالكثير يدّعون انهم على معرفة تامة بشخصية من امامهم ثم سرعان ما يدركون انهم لا يعرفون هذه الشخصية قط! فالمعرفة تأتي من الروح اي معرفة الشخص من الداخل ولا اقصد النوايا بل اقصد الشعور بالشخص وهذا الشعور لن يأتي الا بالتعمق، فالبعض قد يمر بفترة سيئة ويشعر بالحزن وتجده دائم المزح والابتسامة وتجد الكثير صدقوا انه بحالة جيدة الا قلة فقط هم من يشعرون انه يمر بحالة سيئة! ثم تأتي المرحلة الثالثة تلقائيًا وهي مرحلة الثقة والأمان وهي أهم وأخطر مرحلة فيها تكتمل القصة او تنتهي بلا رجعة! فالثقة أشبه بالسلاح الذي يحمله الشخص وقد اعطاه لك فإما ان تكون جديرا بتلك الثقة او تصويب السلاح في وجه صاحبه! فالثقة كالرصاصة ان خرجت لا تعود وصعب عودة الثقة في شخص بعد فقدانها! اما الأمان فهو شعور اقوى من الحب! الحب من الممكن ان يكون فيه فرصة ثانية اما الثقة والامان فليس لهم فرصة ثانية!

فلا تبحثوا عن الحب الافلاطوني ولكن ابحثوا عن الراحة والامان والثقة والاحتواء والاحترام والاهتمام والتقدير وقتها ستصنعون الحب الافلاطوني الذي يبحث عنه الجميع ولا يجدونه الا في الافلام والمسلسلات! ولنجاح اي علاقة ما بين اي اثنين لابد من دراسة عميقة، وهدف تلك الدراسة حتى يتوصل كلا الطرفين الى كيفية اسعاد كليهما للآخر، ولن تتأتى الدراسة الا من خلال المعرفة الحقيقية لشخصيتهما وطباعهما وروحهما ويتم ذلك من خلال رؤيتهما لبعض وليس كما يحدث في يومنا هذا الاكتفاء بوسائل التواصل التي لا تعبر الا عن القليل، فنظرة واحدة قد تختصر الكثير من المكالمات والرسائل!

[email protected]