رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

 

 

 

 

 

الفلاح الفصيح افتقده مجلس النواب هذه الأيام، وكان فى السابق يتبنى قضايا الفلاحين تحت القبة عن دراسة ودراية وفهم وإلمام بالمشاكل.

هذا الفلاح كان يمثله مجموعة من النواب موزعين على اللجان البرلمانية وأغلبهم كانوا يشكلون لجنة الزراعة. أحد هؤلاء النواب كان من محافظة أسيوط يرتدى البدلة بحكم طبقته الاجتماعية لانتمائه إلى عائلة ترجع جذورها إلى الإقطاع، ولكنه كان يتحدث فى قاعة البرلمان ولجانه وكأنه يرتدى السروال الطويل والصديرى والجلباب والعمة، وحصل على لقب الفلاح الفصيح من حلاوة عباراته المرتبة وكلماته المنتقاة بعناية وترتيب أفكاره وحسن تناوله للموضوع المطروح، وكان يتحدث فى زاوية محددة تقنع الحكومة، وتأخذ بكلامه، وتنصف الفلاحين خاصة فى تحديد أسعار السلع الزراعية الاستراتيجية، ومنها قصب السكر والقمح والقطن، سألت على الفلاح الفصيح أثناء مناقشة مجلس النواب أمس الأول طلبات إحاطة إلى وزير الزراعة فلم أجده، وكنت أنتظر من أحد النواب سؤال الوزير عن اللجنة التى قال إنه سيشكلها لتحديد سعر توريد قصب السكر ولم يحدث، واكتشفت أن الوزير رغم حداثة عهده بالمنصب، يتحدث سياسة أكثر من النواب ولولا تدخل الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب لإنقاذ الموقف لخرجت الجلسة التى ناقشت مشاكل الفلاحين على طريقة الضجيج بدون طحن، فقد قدم الوزير مذكرة بتكلفة فدان القصب التى يتحملها الفلاح فى محاولة لتحييد النواب الذين طالبوا برفع سعر توريد القصب هذا العام، واعترض الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب على تجاهل الوزير أن معظم الفلاحين فى الصعيد مستأجرون للأرض التى يقومون بزراعتها قصبًا، وكان من المفترض إضافة قيمة إيجار الفدان إلى سعر التكلفة، وأعتقد أن هذه الحسنة الوحيدة التى خرجت بها الجلسة إلى جانب ما ذكره الدكتور عبدالعال بأن وزير التموين مسئول أيضًا عن تحديد سعر توريد القصب، وإذا كان هناك نصير للفلاحين فى المجلس، فهو رئيس المجلس الذى يتحدث عن الأعباء التى يتحملها الفلاح، في كل المناسبات واكتشفت اختفاء النواب الفلاحين، وأعضاء لجنة الزراعة رغم تلقيهم مئات الاستغاثات من مزارعى القصب فى الصعيد بأن المصانع تتعامل معهم بودن من طين وأخرى من عجين، واستلمت المحصول، مؤكدة لهم أن الزيادة ليست مسئوليتها، كل شيء يرتفع على الفلاح إلا عائد محصوله فى انهيار مستمر، يرتفع سعر السماد وسعر العمالة اليومية، وسعر الغاز والسولار، وجميع مستلزمات الإنتاج إلا الإنتاج نفسه محلك سر أو خطوتين للخلف.

الضجيج فى مجلس النواب حول مشاكل الفلاحين يجب أن ينتج طحينا، ويحصل الفلاح على عائد مجز عن محصوله يعوضه عن التكلفة العالية التى يتحملها فى الزراعة، الفلاح فى حاجة إلى دعم الدولة قبل أن يهجر الأرض.

مشاكل الفلاحين فى حاجة إلى جلسات أخرى فى مجلس النواب يتحدث فيها الفلاحون أنفسهم عن طريق دعوة مجموعة منهم للحوار، للوصول إلى حلول تنقذ أهالينا من حالة التردى التى يعيشها معظم الفلاحين فى الأرياف، حتى لا تكون زراعاتهم ضجيحًا بدون عائد.