عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء في آخر النفق

-أتابع حساب الرئيس علي منصة تويتر. آخر ما تابعته تصريحه حول تفقده أعمال التطوير بمنطقة عزبة الهجانة والمحاور الممتدة من مصر الجديدة إلي أحياء الزيتون وحدائق القبة وعدد من المناطق المجاورة التي يجري تطويرها حالياً. أكد الرئيس أنه يتابعها بنفسه، كما أعرب عن سعادته برؤية سير العمل وإتمامه وفقاً لأعلي المعايير العالمية بأياد مصرية مخلصة. يتابع حساب الرئيس علي هذه المنصة حوالي 3,265,998 متابع أي ما يقرب من 4 ملايين إنسان. بينهم عرب وأجانب. ما يعني أن حساب الرئيس أهم من التليفزيون المصري الذي لم يعد يشاهده أحد، حتي أنه في خططه من أجل التطوير أعد «برومو» للزميل وائل الإبراشي، ويعلن التليفزيون عنه علي قناة ON! مصيبة أن يأتي يوم علي التليفزيون المصري، وهو الأول والأعرق في المنطقة العربية والشرق الأوسط (أنشيء سنة 1960) فيعلن عن نفسه وخطة تطويره في قناة خاصة؟ افتقار إلي اللياقة وإلي الحصافة وانعدام الأفق الإعلامي. بداية القصيدة (......) كما يقولون! لو أنه لم يحمل اسم التليفزيون المصري لهان الأمر. لو كان الإعلان يخص برنامجاً سيقدمه الإبراشي لقلنا «ماشي». الملاحظ أن هذه القنوات نفسها عندما أنشئت حتي on نفسها -وقت أن كانت مملوكة لساويرس- وفي وجود البرت شفيق نفسه الذي يبدو أنه من يقود عملية التطوير نفسها الآن في التليفزيون المصري، لم تفكر -وهي آنذاك صفر علي شمال التليفزيون المصري- في الإعلان عن نفسها علي شاشته! كيف يحدث ذلك وكيف يهان تاريخ هذه المؤسسة العريقة وإهدار كل جنيه هي أساساً بحاجة ماسة إليه؟ دخلت مبني التليفزيون قبل شهر تقريباً وحللت ضيفاعلي قناة النيل الثقافية، وهالني ما رأيته في مبني ماسبيرو العريق حيث الاستديوهات تعيسة وبحاجة إلي ثورة في الإمكانيات وفي الأداء. كان أحري بهم وهم يستعدون لإلباس التليفزيون ثوباً جديداً أن يبدأوا من هنا لا من هناك. لأن التليفزيون يعلن عن نفسه بالتطوير والتغيير الذي سيظهر علي شاشته وليس من خلال الإعلان عنه وعن منتجاته الإعلامية علي شاشة قنوات خاصه! المشاهد سيشهد التغيير الذي يحدث ويلمسه بنفسه -إن حدث- لأن التطوير والتحديث ستصاحبه حتما «طلة» تنبئ عن نفسها، وتجذب المشاهد إليها تلقائياً. والمحتوي أهم من الشكل، لأن الإبهار في الشكل تعبير أكيد عن ضعف المحتوي. كان الفنان والكاتب المسرحي الرائع ألفريد فرج يقول لي دوما: الإبهار في المسرح تعبير عن ضعف النص. أي أن المخرج يستعيض عن ضعف النص الذي يعالجه بالإبهار الذي «يزغلل» عيون المتفرج، فينقاد للإبهار وينسي عيوب النص والإخراج. هل هذا هو مايحدث؟ هل هذا هو ما نريده؟ أظن أن الرئيس كان محقاً حينما أدرك أهمية أن تكون له منصه علي تويتر وحساب له عليه، يذيع من خلاله أخبار زياراته وتفقده الأنشطه والمشروعات. ندرك عمق أزمة التليفزيون المصري، وهي مماثله لأزمة الإعلام المصري بصحفه وقنواته وإمكانياته وهي ليست أزمة إدارة فقط، بل أزمة رؤية وأزمة تحديد أهداف وأزمة إسناد الأمر إلي غير أهله، وهو ما يؤدي إلي أن يصبح العمل أشبه بشيء روتيني يومي لا إبتكار فيه ولا خَلْق ولا جهد، وإنما مجرد «تستيف» أوراق..مثلما هي آفة العمل في المؤسسات كافة!

[email protected]