رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلالم

كتبت في الأسبوع الماضي في المكان نفسه عن ضرورة الاستثمار في التعليم، وقلت بأن مشروع اصلاح التعليم هو المشروع الأساسي لاصلاح مصر، ودونت أن استثمار اليوم هو التعليم واستثمار الغد هو التعليم، وأنه لا تقدم دون تعليم متطور، ولا تنمية مستدامة ومحاذاة لمصاف الدول الكُبرى، والأمم ذات التأُثير، والشعوب الرائدة دون علم عظيم.

وأسعدني أن أتلقى تعليقات من بعض المتابعين يعضدون الطرح ويقفون إلى جوار مشروع اصلاح التعليم الذي ينفذه بجرأة وإصرار الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، بدعم من كافة مؤسسات الدولة.

ومنها ما طرحه الدكتور علاء عزت الباحث في العلوم الاجتماعية من أنه لا يوجد بديل سوى التمترس خلف مشروع تطوير التعليم والعمل على تحقيق احتشاد مجتمعي واسع لعدة أسباب أولها أننا صرنا متدهورين إلى الحد الأقصى في النظام التعليمي حتى صار يمكننا أن نقول بأنه لم يعد لدينا ما نخسره من التجربة، وثانيها أنه يجب التصدى بقوة لجماعات الضغط المستفيدة من فساد العملية التعليمية، وقطع الطريق عليهم تماما، والثالث أن سوق العمل لا يجد الكفاءات والمهارات المنتظرة لتلبية احتياجاته، مما يجعله متجمدًا ويتسم بضعف الكفاءة.

وقال لي وزير سابق تولى إحدى الوزارات الحديثة بعد 2011 إن مناهج التعليم المصري توصد العقل وتقيد التفكير ولا تشجع الابتكار والبحث، موضحا أننا وقفنا بمناهجنا عند الستينيات فلم نعد نبارحها ولم نتابع تطور التكنولوجيا غير المحدود وثورة الاتصالات وميلاد الذكاء الاصطناعي والعلوم المستقبلية في كافة أنحاء العالم، والمشكلة أننا لو فكرنا في تلك العلوم وسعينا إلى تغيير المناهج فإننا في حاجة لتأهيل المدرسين ليصبحوا قادرين على إدراكها ومن ثم تدريسها.

وذكرت رانيا الخشن، معلمة ثانويةعدة نقاط جوهرية في عملية تطوير التعليم. وقالت إن المناهج التي يتم تدريسها لا تدرس بالخارج خاصة أنها تتضمن نظريات ومفاهيم ثبت عدم صحتها. وقالت بأن الدخل المتدني للمدرس يدفعه دفعا إلى التوجه لإعطاء دروس، موضحة أنه لا يصح أن يمتد عمل المدرس لنحو ربع قرن ولا يصل راتبه ثلاثة آلاف جنيه، ما يعني أنه أقل راتب في العالم العربي. واقترحت توفير موارد مالية لازمة لزيادة الأجور من خلال إلزام الراسبين الذين يعيدون السنة الدراسية بمصروفات عالية بدلا من تعليمهم مجانًا.

وكتب لي عبد المنعم حسين، طبيب وشاعر يقول إن هناك تجارب عديدة لدول خطت خطوات عظيمة في مجال التعليم مثل فنلندة، وكوريا الجنوبية، وأن تلك الدول لم تقم بتطبيق مشروعاتها دفعة واحدة وإنما تدريجيا لتستمر عملية التطوير لنحو عشر سنوات.

وكلها آراء وتصورات تخص أخطر مشروعات مصر في تاريخها الحديث، وهو مشروع إصلاح التعليم.

والله أعلم.

[email protected]