رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

* الأعياد القومية للمحافظات لا تقل أهمية فى رمزيتها ومدلولاتها عن الأعياد الوطنية للبلاد، إذ إنها بالإضافة إلى أنها نافذة لتذكير الأجيال ببطولات وإنجازات الأجداد، هى أيضاً أسرع وسيلة وأقوى طريقة لغرس قيم الانتماء والولاء للمجتمع الصغير فى القرية والمدينة، قبل أن يتحول هذا لشعور عام وطنى يجعل المواطن محباً لوطنه الأكبر، غيوراً عليه، فخوراً بما تحقق فوق أرضه من بطولات تاريخية وأمجاد عظيمة قد يعجز عن تحقيقها جيل اليوم لما يتعرض له من ظروف ومتغيرات عالمية وإقليمية ومحلية، سياسية كانت أم اقتصادية واجتماعية.

وفى مصر، يوجد لكل محافظة عيد تفتخر فيه بما حققه الأجداد من انتصارات على أعداء الوطن فى حقبة من الزمن، كان فيها الجود بالروح والاستشهاد فى سبيل نيل الحرية ومقاومة الاحتلال أقل شىء يقدمه المصرى فداءً لبلاده وترابها الغالى.

* وفى ذلك اليوم القومى أو العيد الوطنى للمحافظة اعتاد المصريون أن يجدوا نشاطاً مكثفاً وغير عادى من المسئول الأول، وهو المحافظ، ومعه رؤساء المدن يقومون بحملات نظافة وتوعية ثقافية وسياسية واجتماعية، ابتهاجاً بهذا العيد، أو ذلك اليوم المجيد فى تاريخ المحافظة، كما يقومون بإحياء بعض المناسبات الدينية والأنشطة والفعاليات الاجتماعية التى يتم من خلالها ربط الماضى بالحاضر للوصول إلى المستقبل.

* وهذا العام فوجئ أبناء محافظة الدقهلية، بفرمان غريب وعجيب من المحافظ الدكتور أيمن مختار يلغى احتفالات المحافظة بعيدها القومى الذى يوافق ذكرى انتصار أبنائها على الصليبيين فى ملحمة بطولية سجلها التاريخ قبل أن يولد المحافظ نفسه ومن وافق على هذا القرار، الذى يبرره سيادته بترشيد النفقات.

* أى نفقات هذه يا دكتور التي تتحدث عنها، ومظاهر الاحتفال جميعها يمكن تغطية تكاليفها بأقل مبلغ، ويمكن أن يقدمها القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية والخدمية وغيرها من الجمعيات، التى لن تتردد لحظة لو طلبت منها المشاركة أو المساهمة والدعم.. ولكنه خلل فى التفكير والإدارة يعانى منه بعض الذين أشاروا عليك أو ناصروك وأيدوك فى هذا القرار الذى يحدث لأول مرة بمحافظة الدقهلية.

* وإننى أسألك كم كان يكلف المحافظة موكب عربات الزهور الذى تنظمه الوحدات المحلية وجميع هذه الزهور تجىء من المشاتل الحكومية، والشىء نفسه بالنسبة إلى الماراثون الرياضى، وعروض الكشافة وعروض وزارة الشباب والرياضة.. كم كانت تتكلف يا سيادة المحافظ؟! أعتقد أنها مهما تكلفت من بضعة آلاف، فلن يساوى ذلك شيئاً أمام قيمتها المعنوية.

* وإذا كنت ترى أن تحمل كل وحدة محلية عشرة أو عشرين ألف جنيه فى ذلك اليوم مبلغ كبير يمكن توجيهه إلى شىء مفيد على حد قولك، فإن المفيد سيدى هو أن تعلم ناشئة الدقهلية وأطفالها فى مختلف المراكز معنى الولاء والانتماء والوطنية، وأزيدك صراحة، وأقولها لك إن هذا التفكير لا يليق بمحافظ أو مسئول كبير كان من المفترض أن يشكل فريق عمل لإخراج احتفالات المحافظة بعيدها الوطنى دون تحميل ميزانية المحافظة والدولة جنيهاً واحداً، مثلما تفعل المحافظات الأخرى المجاورة التى تفكر فى أعيادها الوطنية خارج الصندوق، وتبحث عن موارد ذاتية، بعيدة تماماً عن إيرادات الحكومة، وإن كان الصرف من ميزانية الحكومة لا يعيب أى مسئول، ما دام يتم دون إسراف وبذخ، وفى حدود المنطق والمعقول.

* إن إلغاءك الاحتفالات بهذه المناسبة الوطنية أعتبره من وجهة نظرى كمواطن مصرى من أبناء البحيرة، وليس الدقهلية، إلغاء للتاريخ، وللانتصار الذى حققه أبناء المنصورة وأسرهم قائد الحملة الصليبية واحتجازه فى دار ابن لقمان، وإن كنت لا تعتبر ذلك عيداً أو مناسبة يحق لشعب الدقهلية الاحتفال بها بحجة الترشيد، فأى عيد تريد سيادتك أن يحتفل به أبناء المحافظة؟!

* إن هذه السقطة أو الهفوة ينبغى ألا تتكرر، وكنت أتوقع انتفاضة، أو على الأقل اعتراضاً من نواب الدقهلية على هذا القرار، ولكن لم يحدث شىء كالعادة.. وربما يكون بعضهم للأسف لا يدرك مدلول يوم 8 فبراير من عام 1250، الذى هزم فيه أبناء المنصورة الملك لويس التاسع، وكانوا سبباً فى فشل الحملة الصليبية السابقة فى الشرق الأوسط.

* سيدى المحافظ إن كنت تريد ترشيداً ففتش فى ملفات أخرى تعرفها ومستشاروك جداً، واترك العيد الوطنى للمحافظة لأبنائها، فليس من حقك حرمانهم من العيش فرحة ذكرى الانتصار ودحر الأعداء..

 

Samy [email protected] com