رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى إطار المناوشة الفكرية الثرية التى حدثت بين فضيلة الإمام الأكبر ا.د. أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وبين ا.د. محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة أتناول فى مقالى هذا قضية (تجديد الخطاب الدينى) من خلال إيجاد واقتراح أرضية مشتركة (أراها كذلك) بين الإمام الأكبر ورئيس جامعة القاهرة وهى أن التجديد يقتضى طرق تفكير حديثة وتغيير رؤية العالم ويجب أن تقوم على رؤية عصرية للقرآن بوصفه كتاباَ إلهيًا يصلح لكل العصور والأزمنة، لذلك فإننى أختلف مع الأستاذ الدكتور رئيس جامعة القاهرة فى فكرة (إلغاء كل ما يتعلق بإحياء علوم الدين) وأتفق معه فى فكرة (تطوير علوم الدين)، وأتفق اتفاقًا تامًا مع فضيلة الإمام الأكبر وقناعاته فى عملية (الربط بين التراث والعلوم الحديثة وليس تجاهل التراث) فمن ليس له ماض ليس له حاضر ولن يكون له مستقبل، علمًا بأن الماضى له إيجابياته التى من الممكن أن نتخذها نموذجًا وله سلبياته التى ظهرت لنا وعلينا اجتنابها- وموضوع ظهور سلبيات فى الماضى عند تجريب فكرة هو شىء إيجابى فى حد ذاته لأنه وفر لنا الوقت والجهد وأضاء لنا النور نحو التجديد بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث.

ومن المقدمة السابقة أنتقل هنا عزيزى القارئ إلى تساؤل هام وهو ما مفهوم التجديد بمعناه الشامل؟ إنَّ التجديد فى الأصل معناه اللغويُّ يبعث فى الذهن تصوُّراَ تجتمع فيه ثلاثة معانٍ متَّصلة أولها أنَّ الشيء المجدَّد قد كان فى أوَّل الأمر موجوداَ وقائماَ وللناس به عهد، وثانيها أنَّ هذا الشيء أتت عليه الأيَّام فأصابه البِلَى وصار قديماَ، وثالثها أنَّ ذلك الشيء قد أُعيدَ إلى مثل الحالة التى كان عليها قبل أن يبلَى، وفى اللغة العربية يأتى التجديد من أصل الفعل (تجدد) أى صار جديدًا و(جدده) أى صيَّره جديداَ وكذلك سُمِّى كلُّ شيءٍ لم تأتِ عليه الأيَّام جديداَ ولقد استُخدِمَتْ كلمة جديد (وليس لفظ التجديد) فى القرآن الكريم بمعنى البعث والإحياء والإعادة (غالبًا للخلق) وكذلك أشارت السنَّة النبويَّة لمفهوم التجديد فمثلًا عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تعالى يبعث لهذه الأمَّة على رأس كلِّ مائة سنةٍ من يجدِّد لها دينها) رواه أبوداود بسندٍ صحيح، وهنا يذكرنى قول فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وتأكيده ضرورة بقاء السنة إلى جوار القرآن جنبًا إلى جنب وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين.

والجدير بالذكر أن من أهم الإشارات إلى مفهوم التجديد فى السنَّة النبويَّة أن التجديد يتناول فهم المستحدثات والمستجدات فى قضايا معاصرة سواء كانت فكرية أو عملية أو فقهية لكنه لا يتناول على الإطلاق القطعيات والمسلمات الشرعية، فظهرت فى الآونة الأخيرة قضايا دينية خلافية وتاهت الحجج فيها مثل ولاية الرجل على المرأة والمساواة بين المرأة والرجل فى الميراث وزواج القاصرات حتى أنه ظهرت دعوات للتخلى عن أحاديث النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولذلك فإننى أتفق بشكل كبير مع أن قضية تجديد الخطاب الدينى لا يجب أن تطرح على الجمهور عبر منابر الإعلام بشكل غير مدروس وإنما مكانها قاعات البحث بين الفقهاء والعلماء المتخصصين.

وعلى الجانب الآخر، ربما يكون السيد رئيس الجمهورية يهتم ويؤكد على قضية تجديد الخطاب الدينى منذ توليه الرئاسة وأرى أنه على الأغلب فإن الرئيس لا ينطلق فى اهتمامه من موقف أيديولوجى أو موقف نظرى بل بناءً على مشاكل فى الواقع لامسها بنفسه حين تولى الرئاسة وربما قبل ذلك بما يمثل هدمًا لنسيج المجتمع بما يسبب خسائر اقتصادية تنتج عن تلك المشاكل مثل تراجع السياحة وابتعاد الاستثمار والمستثمرين.

[email protected]