عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

النبأ أذاعته أكثر من جهة فى المنطقة وخارج المنطقة، وقرأته أنا منسوبًا إلى هيئة إسرائيلية اسمها هيئة البث، ويقول إن جينا هاسبل، رئيسة المخابرات المركزية الأمريكية، زارت رام الله فى الضفة الغربية، بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكى تفاصيل ما يسمى بصفقة القرن!

الصفقة جرى إعلانها فى البيت الأبيض يوم الثلاثاء ٢٨ يناير، ومعنى هذا أن اللقاء الذى جرى فى رام الله بين هاسبل والقادة الفلسطينيين، جرى فى حدود يوم الخميس ٣٠ من يناير!

ومع ذلك فليس تاريخ اللقاء هو المهم، ولا حتى مكانه فى الضفة.. المهم فيه هو ماذا قالت رئيسة المخابرات الأمريكية للقادة الفلسطينيين هناك حين التقت بهم، وبالذات للرئيس الفلسطينى محمود عباس، الذى يقيم ويمارس عمله فى الضفة!

كل الأخبار المنشورة عن اللقاء لا تذكر شيئًا على الإطلاق عما جاءت به المسئولة الأمريكية الكبيرة تحمله إلى عباس ورجاله، ولكن الأخبار نفسها تذكر أنه أبلغها بوقف التنسيق الأمنى ليس فقط مع إسرائيل، ولكن مع الولايات المتحدة نفسها!

بعدها أعلن عباس قطع أى علاقة له مع البلدين بما فى ذلك العلاقة الأمنية، وأعلن كذلك تحلله من الالتزامات التى تفرضها عليه اتفاقات أوسلو!

وهذا بالطبع كلام خطير للغاية، ويبين مدى الغضب الذى اعترى كل فلسطينى، من وراء هذه الصفقة اللعينة التى أعلن عنها ترمب هذه المرة، رغم إنه من قبل كان قد حدد مواعيد كثيرة للإعلان عن صفقته، ثم لم يعلنها فى تلك المواعيد كلها.. إلا هذه المرة.. ولأسباب واضح أن لها علاقة مباشرة بوضعه السياسى الداخلى، وكذلك بالوضع نفسه بالنسبة لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى.. غير أن هذا موضوع آخر!

الموضوع فى هذه السطور هو هذه الزيارة الغريبة التى قامت بها جينا هاسبل، والتى لم يتم نفيها رغم نشر خبرها فى أكثر من وسيلة إعلامية!

إن إدارة ترمب تعرف أن صفقتها ليست حلًا، وتعرف أن كل طفل فلسطيني.. على حد تعبير عباس.. سوف يرفضها، وتعرف أن رفضًا عربيًا قويًا كان فى انتظار الصفقة قبل إعلانها وبعده على السواء، وخصوصًا على المستوى الشعبى فى الشارع العربى!

وتعرف أيضًا أنها إذا كانت قد قبلت بدور الوسيط بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى، فإن أول صفة فى الوسيط أن يكون نزيهًا لا منحازًا إلى طرف دون طرف!.. وهذا ما جعل عباس يقول فى أكثر مناسبة سابقة أن قضيته تبحث عن وسيط آخر بخلاف الولايات المتحدة!

وأيًا كانت الرسالة التى جاءت هاسبل تحملها، فإن بلادها تعرف أن حل القضية لن يكون بغير دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.. لا أن تكون العاصمة فى أبوديس كما تقول الصفقة.. تعرف واشنطون هذا جيدًا ولكنها لاتزال بكل أسف تدير القضية ولا تحلها!