عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

إعلان مصر خالية من العشوائيات الخطرة، قرار يسعد المصريين الذين ترقبوه طويلاً منذ أن حوَّل الفساد السكن من مكان للأمان والطمأنينة وستر الناس، إلى كابوس يهدد الأرواح، ويثير الخوف فى النفوس.

الفساد فى السابق هو المسئول الأول عن ظاهرة العشوائيات التى انتشرت فى ربوع البلاد، وتركزت فى القاهرة والإسكندرية كأكبر محافظتين تعجان بالمناطق العشوائية والآيلة للسقوط.

وتنقسم العشوائيات إلى قسمين: الأول قابل للتطوير، والثانى خطير يهدد أرواح السكان، وتسببت العشوائيات الخطرة فى حصد أرواح العديد من المواطنين عندما كانت تسقط فوق أجسادهم، ويتحول السكان وهم نائمون من أب وأم وأطفال أو جيران إلى جثث هامدة.

حياة الناس كانت تأتى فى مؤخرة اهتمامات أنظمة سابقة، فلم تكن العشوائيات الخطرة فقط هى ما يؤرق المواطنين، بل الذى كان يقيم فى سكن عشوائى يعتبر أفضل حالاً ممن لا سكن لهم.

واضطرت أسر كثيرة بالآلاف إلى الإقامة فى المقابر، سكان تحت الأرض، وآخرون فوق الأرض، تحسبهم أحياء لكنهم أموات أيضاً بسبب الحياة غير الآدمية التى يعيشونها، وكانت سبباً وراء انتشار الجريمة بكل أنواعها، وسبباً فى الانهيار الأخلاقى فى بعض المناطق، وتحولت المناطق الخطرة إلى عار على البنات والأولاد الذين كبروا ودخلوا الجامعة رغم رقة حال أسرهم.

وجسد الفنان الراحل أحمد زكى أحلام الغلابة فى فيلم «إننى لا أكذب ولكنى أتجمل، عندما كان يعمل «تربى» مع والده، ويقم بجوار «الترب»، ودفعته تطلعاته إلى رغبته فى الارتباط بزميلته التى تقيم فى الحى الراقى.

دفن عار العشوائيات لم يكن سهلاً، ولكنه كان عزيمة، وشعوراً بالإنسان، وتقديراً للإنسانية، وقراراً إنسانياً واجتماعياً فى المقام الأول، اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما اتخذ العديد من القرارات التى أدت إلى إطالة الرقاب، كما نقول نحن فى الصعيد: والله طولت رقبتى، ويعنى هذا أنك وضعت الإنسان فى مكان يليق بالإنسانية وسترته أمام الآخرين.

القرار هو حذف مصطلح العشوائيات الخطرة من قاموس مصر الحديثة، وتطوير القابل للتطوير، وتحول حلم البسطاء إلى واقع، وأصبحوا أصحاب ملك يليق بهم فى الأسمرات. روضة السيدة، وبشاير الخير، والفسطاط وغيرها من المناطق التى طالتها يد الإنسانية والشعور بمعاناة الناس.

هذه الأماكن كيف كانت وبأى صورة أصبحت، الصورة لا تكذب ولا تتجمل، والسكان يقارنون بين الوضع الحالى والحياة السابقة.

لم يكن قرار القضاء على العشوائيات واحترام آدمية الإنسان التزاماً دستورياً على الدولة فقط، ولكنه كان التزاماً إنسانياً فى المقام الأول، فالدستور الذى نص على كفالة الحق فى السكن الملائم والآمن والصحى موجود منذ نشأة الدستور، ولكنه استمر حبراً على ورق.

وجاءت مصر 30 يونيه لتحول أحلام الناس البسطاء إلى واقع، ولم تكتفِ بتسليم الناس «أربع حيطان» ولكن سلمتهم سكناً على «المفتاح» كامل التشطيب.

بسطاء الناس كانوا هدف السيسى منذ توليه المسئولية، يتذكرهم دائماً عندما يراجع ملف الإصلاح الاقتصادى، ويشكرهم لأنهم تحملوا الأعباء، ويكافئهم عندما يوزع عوائد التنمية، فالكرامة الإنسانية أصبحت مصونة فى الواقع العملى، وليست شعارات أو مواد قانونية صماء، الكرامة مصونة والحياة الآدمية أصبحت حقاً لكل مصرى، فكما هناك واجبات نؤديها، هناك حقوق تلتزم بها الدولة وتنفذها من خلال خطط مدروسة، هدفها تحسين نوعية الحياة للمواطنين وحفظ حقوق الأجيال القادمة.