عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

كما كان متوقعًا، بيان ختامي «باهت وهزيل»، لاجتماع وزراء الخارجية العرب «الطارئ»، لا يرقى للتطلعات والطموحات، ولا يستحق الحبر الذي كُتب به.. فقط مجرد شكليات وتوصيات برفض خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، و«تحذير» فارغ المحتوى والمضمون، للولايات المتحدة وإسرائيل!!

للأسف، بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته «المشؤومة»، جاء الرد العربي «الرسمي» مائعًا، لا يرقى إلى تلك «النكسة القديمة المتجددة»، في حين اكتفى قادة العالم الإسلامي بالشجب والإدانة، كما جرت العادة!!

لكن ما لم نتوقعه، هو غياب «الغَضْبَة الشعبية»، التي تكاد تكون اختفت أو توارت تمامًا، تحت وطأة الغفلة واللامبالاة، لنكتشف حقيقة سَوْءات هذه الأمة على امتدادها، والتي صارت في ذمة التاريخ!

حين تحدث «نتنياهو» عن صناعة التاريخ بالشراكة مع «ترامب»، في لحظة إطلاق «صفقة القرن»، كاجترار لوعد بلفور، كان ذلك بمثابة المسمار الأخير في نعش تصفية قضية العرب والمسلمين المركزية، رغم أن المخاطر تتجاوز حدود فلسطين التاريخية، إلى كل المنطقة بلا استثناء!

المؤسف أنه منذ الإعلان عن تلك الصفقة المعروفة بتفاصيلها منذ ثلاثة أعوام، لم تتوقف الماكينات السياسية والدينية والإعلامية عن غسل أدمغة الشعوب، المغلوب على أمرها.. لكن، بماذا سيُكتب التاريخ، وأي تاريخ لأمتنا سيدرسه أبناؤنا؟

ربما ينبغي وقف تدريس تلك المادة لأولادنا وأحفادنا، لأنه لا أهمية لوجودها ضمن المقررات الدراسية، فتاريخنا الحديث والمعاصر أصبح عبارة عن تغييب متعمَّد للشعوب!

تاريخ مليء بالكذب والتدليس، وشعوب منقسمة على نفسها.. منهم الغائب، والمغيَّب، أو المُجْبَر على تصديق الأكاذيب، وآخرون يفهمون أبعاد المؤامرة، لكنهم صامتون ويراقبون بألم وحسرة!

الرئيس الأمريكي «وعد الإسرائيليين فأوفى»، وأثبت قدرته على الإمساك جيدًا بخيوط اللعبة في الشرق الأوسط، وتوجيه الأوامر، وإملاء رغباته على جميع العرب والمسلمين بلا استثناء، رغم أن خروجه من البيت الأبيض بات وشيكًا!

ترامب يدرك تمامًا أن خدمة «إسرائيل» واجب مقدس، في ظل هوان العرب والمسلمين، الذين فرَّطوا في حقوقهم، ويتنازعون فيما بينهم، وكثيرًا من «زعمائهم» في حالة موت سريري، تتطلب منَّا الدعاء لهم بالراحة الأبدية.

لم يُجهد ترامب نفسه عناء تجميل وجه أمريكا الحقيقي «القبيح والعنصري»، فكان متسقًا مع ذاته، منفذًا لسياسات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وخادمًا  للمصلحة «الإسرائيلية» العليا!

ورغم أن قضية فلسطين وفي قلبها القدس معركة وجود، إلا أن كثيرًا من القادة العرب والمسلمين أصبحوا مشغولين فقط بالتزاحم على أعتاب الأمريكان والصهاينة، وبالتالي لم يعد الرهان ممكنًا على «راعي السلام» أو تضييع الوقت وراء سراب الحل السياسي.

ربما نمر الآن بأيام عصيبة «سوداء»، كامتداد طبيعي لعقود من النكسات والخيبات يعيشها العرب والمسلمون منذ أكثر من 100 عام، على ما فيها من صعوبات ومحن وكوارث وبؤس، بانتظار فرج غيبي قد يُظهر «بياضها»!

إننا الآن نعيش آخر فصول المسرحية الهزلية، الممتدة لقرن من الزمان.. نتابعها من موقع المتفرجين، بعد أن أصبحنا أمة منكوبة بكل المقاييس سياسيًا واقتصاديًا وعلميًا وثقافيًا.. أمة مغلوب على أمر شعوبها، وحكامها أيضًا!!

أخيرًا.. لعل أسوأ ما فينا هو إلقاء اللوم على الآخرين، الذين يعلنون خططهم وبرامجهم بكل صراحة ووقاحة، ولا يدخرون جهدًا أن ينفذوا من خلال نقاط ضعفنا وتقصيرنا، وبالتالي سيستمرون باستهدافنا الآن، وفي المستقبل.. لكن يظل السؤال الأهم: ما هي مسؤولياتنا الأخلاقية، وماذا نحن فاعلون؟!

[email protected]