رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاحترام والتقدير للأزهر وفضيلة الإمام «الطيب»

التقدير للاجتهاد والاحترام لرأى «الخشت»

وتحديث الخطاب الدينى ضرورة ملحة

 

ثار مؤخرًا جدل واسع بشأن ما دار فى مؤتمر الأزهر الشريف حول تجديد الفكر الإسلامى فيما يتعلق بورقة العمل التى تقدم بها الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، ورد فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عليها. وبداية وقبل الحديث فى أى شىء، فإننى أحترم وأبجل مؤسسة الأزهر الشريف، وأقدر دوره الرائد الذى تجاوز أكثر من ألف عام ولايزال يعمل على نشر الوسطية وحمل لواءها بشكل لافت للأنظار، ولا يمكن لعاقل أبدًا أن ينكر دور الأزهر الشريف فى شتى المجالات، ولكن يبدو أن هناك من فهم خطأ ما تم تناوله خلال الأيام الماضية من نقل لوقائع مؤتمر التجديد فى الفكر الإسلامى، فقد كانت صحيفة «الوفد» حريصة كل الحرص على ممارسة دورها المهنى بحيادية شديدة جدًا، ونقلت الصحيفة وقائع المؤتمر كاملة دون انحياز لطرف على حساب الآخر، لأن صحيفة «الوفد» لسان حال حزب الوفد العريق تؤمن بالرأى والرأى الآخر، وعندما تم إعلان ورقة العمل المقدمة من الدكتور الخشت نشرت بالصحيفة يوم الأربعاء الماضى بعنوان «الخشت يدعو إلى تكوين عقل دينى جديد». وفى هذا اليوم تأخر وصول رد فضيلة الإمام الأكبر على ورقة عمل الخشت، وهناك التزام بالمواعيد فى طباعة الصحيفة، حيث إن رد فضيلة الإمام صدر عن المؤتمر فى وقت متأخر. ولحرص صحيفة «الوفد» على نشر رد شيخ الأزهر أجرى كاتب هذه السطور اتصالات كثيرة مع القائمين على شئون المؤتمر وفضيلة الإمام دون جدوى. وجاء اليوم التالى وحصلت «الوفد» على رد الإمام، وتم نشره كاملاً فى عدد يوم الخميس الماضى بعنوان «الإسلام لا يعرف الدولة الدينية، وقوله: رؤية الخشت تداعى أفكارًا وخواطر، والتراث خلق أمة كاملة».

وبالتالى تكون صحيفة الوفد قد أدت دروها المهنى بحيادية شديدة. ونقلت ما دار فى المؤتمر بشكل متوازن ليس فيه انحياز لطرف ضد الآخر، خاصة أن ما دار من حوار فى هذا الشأن يتعلق بأمور دينية بحتة، لها رجالها وعلماؤها المتخصصون فى هذا الشأن، فالأزهر الشريف ينتسب إليه علماء أجلاء فى كافة التخصصات، والدكتور الخشت أيضًا عالم جليل ومن المتخصصين أيضًا فى علوم الدين وهو أستاد فلسفة أديان بكلية الآداب جامعة القاهرة ورئيس لجنة الفكر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجلس أمناء أكاديمية الأوقاف المصرية لتأهيل وتدريب الأئمة بوزارة الأوقاف، ومن أهم مؤلفاته فى علوم الدين: كتاب «مفاتيح علوم الحديث وطرق تخريجه» وكتاب «الدليل الفقهى»، ومن مؤلفاته فى فلسفة الدين كتاب «مدخل إلى فلسفة الدين»، وكتاب «المعقول واللامعقول فى الأديان»، ومن كتب التراث، كتاب «المقاصد الحسنة فى بيان كثير من الأحاديث المشتهرة» للسخاوى.. وكتب عشرات الأساتذة والمفكرون والباحثون من كبار الأكاديميين فى الجامعات المصرية والأجنبية عن فكرة أكثر من مائة بحث علمى ورسائل ماجستير ودكتوراه بالوطن العربى والغرب وآخرها الكتاب الذى أصدره عنه كرسى اليونسكو للفلسفة بعنوان «فيلسوف التجديد والمواطنة والتقدم»، والذى شارك فيه أكثر من 28 باحثًا من مختلف أنحاء العالم.

ولأن حزب الوفد يؤمن بالديمقراطية القائمة على الرأى والرأى الآخر، فقد حرصت صحيفة الحزب أن تنقل ما دار فى مؤتمر تجديد الفكر الإسلامى، دون تدخل أو انحياز، والذى ننحاز إليه كلية هو ضرورة تحديث الخطاب الدينى والفكر الإسلامى، مع احترام كامل لكل الآراء والأفكار الصادرة عن الأئمة والتابعين وبما لا يتعارض مع كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد «ص»، وكل من كان له رأى لابد أن يحمله على كتاب الله وسنة النبى «ص».. لكن يبقى أن هناك مستحدثات جادة وقضايا فى الحياة تحتاج إلى رأى دينى حديث يركن إلى الكتاب والسنة، ولا ننحاز لرأى دون الآخر لأن الاجتهاد له علماء ومتخصصون فيه، والفتوى الشرعية لها شروطها ورجالها المتخصصون فيها.. بهذا الحديث أقصد إزالة أى لبس قد التبس على الذين أساءوا الفهم فيما نقلته الصحيفة عن مؤتمر التجديد فى الفكر الإسلامى، ولا ننحاز إلا إلى ما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين.

أكرر كل الاحترام والتقدير لمؤسسة الأزهر ودورها الرائد الذى امتد لأكثر من ألف عام، والمادة السابعة من الدستور تتحدث عن جزء أساسى من المقومات الأساسية للمجتمع، وتقضى بالآتى: الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على جميع شئونه وهو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم. وتلتزم الدولة بتوفير الاعتمادات المالية الكافية لتحقيق أغراضه.. وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء، ونحن فى جريدة الوفد قد أجرينا دورنا الصحفى بمهنية، حيث تم نشر رأيى «الخشت» والأزهر ونقلناهما بتدرج خلال يومين متتاليين إيمانًا من الصحيفة بالرأى والرأى الآخر، وهذا كفيل بإزالة كل لبس وإيضاح لما يحاول البعض أن يروجه بأننا ننحاز لفريق دون الآخر، ونحن ملتزمون بنص الدستور فى المادة السابعة ونقدر دور الأزهر فى الحفاظ على التراث الإسلامى، والحرص على الوسطية، وفى ذات الوقت مع ضرورة تحديث الخطاب الدينى بما يتوافق مع متطلبات العصر وعلى أساس من كتاب الله وسنة النبى محمد «ص»، لماذا لا نلتزم بكلام النبى عندما أرسل رسولاً إلى بلاد اليمن وسؤاله فيما يقضى، قال بكتاب الله، أو سنة الرسول أو الاجتهاد فى الرأى دون أن يألو.. فهذا نموذج من الممكن الأخذ به فى تحديث الخطاب الدينى، لماذا لا يكون هناك اجتهاد مرجعيته كتاب الله وسنة النبي، ولا ندعى أننا فقهاء فى الدين، فهذا له رجاله وعلماؤه، ويحكمنا فيه قول الله تعالى.. «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)».

الخلاصة.. كل التبجيل والاحترام للأزهر الشريف للأزهر الشريف وفضيلة لإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.. وتقدير لاجتهاد الدكتور الخشت.. وتبقى هناك ضرورة ملحة لتحديث الخطاب الدينى خاصة فيما يتعلق بشئون الحياة وقضايا الأمة.