عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

 

المعنى الحقيقى لتجديد الخطاب الدينى هو إزالة كل ما تعلق به الدين، فالدين لا يضاف عليه، فإذا أضيف عليه اتُهم بالزيادة، ولا يُحذف منه، فإذا حذفنا منه اتهمناه بالنقص، الدين حدود وليس قيودًا، فالقيود تقيد من حريتنا، أما الحدود فتضمن سلامتنا، ومعنى تجديد الخطاب الدينى أى تجديد الطرق وليس الدين، أى أن نجدد فى نقله، وفى الوسائل الحديثة، وفى الأجهزة الحديثة، أى نجمع ما بين الأصالة والحداثة، فالإضافة تكون عن طريق وسائل النشر المعاصرة، فتلعب التكنولوجيا بوسائلها وأجهزتها الحديثة المتمثلة فى جميع مواقع التواصل الاجتماعى الآن دور مهم فى حياتنا، وتلعب أيضاً الدراما دور مهم فى ذلك المتمثلة فى البرامج والمسلسلات والأفلام والإعلانات، فنحن نملك العديد من الدُعاة ولكن هناك شرطاً يجب أن يتوافر فى هؤلاء الدعاة، وهو أن يُطبق الداعى ما يدعو به على نفسه قبل الناس، فيجب أن يشاهد الناس ما يدعو به عليه أولًا، وإلا فقد الشرط المهم والأساسى لنشر الدعوة.

أيضاً الدراما تلعب دوراً مهماً فى إظهار عظمة الدين وحقيقته بأنه دين يُسر وليس دين عُسر، دين سلام وليس دين حرب، دين محبة وليس دين بغض وكره، دين تعاملات قبل أن يكون عبادات، كل تلك المعانى يجب أن تصل للجميع باختلاف الطرق والوسائل الحديثة، فأمس غير اليوم، وتجديد الخطاب الدينى، أى تجديد طريقة فهم الدين وليس الدين نفسه، وربط حل مشكلات المجتمع سواء على المستوى الفردى أم الجماعى بالدين، فمعظم أزماتنا بسبب عدم فهم الدين وفهم أحكام الله ولو فهمناها لانتهت جميع مشكلاتنا سواء على المستوى الفردى أم الجماعى، فلو تمعّنا فى أحكام الدين لوجدنا أنها مُحلة لجميع مشكلات الحياة، وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل مُحلة لمشكلات المجتمع وأيضاً المشكلات الدولية.

وكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وحرياته حسمها الله سبحانه وتعالى، كل ما فى الأمر أن الله وضع حدودًا للحريات وليس قيودًا، حتى يستقيم حال الإنسان والمجتمع ولمصلحة الإنسان والمجتمع، فالله سبحانه وتعالى وضع حل لجميع المشكلات التى تؤرق أمن المجتمع كالقضايا المتعلقة بالمرأة والمواريث والطلاق والزواج، وأيضًا التنمر الذى تحدث عنه الله فى مُحكم كتابه قبل أن يدّعى الغرب هذا المصطلح الحديث، ووضع قواعد كيفية التعامل مع الناس حتى يشعر الإنسان بالراحة النفسية التى يفتقدها البعض اليوم وتسببت فى المزيد من المشكلات النفسية لأغلبية المجتمع والشعور باليأس ليس بسبب أحوال الدولة بل بسبب عدم فهم أحكام الله، حتى المشكلات الدولية كالإرهاب أيضاً الله سبحانه وتعالى وضع حلولًا للتصدى للإرهاب، ولكن كل ما فى الأمر هو كيفية وصول تلك القواعد وأحكام الله للناس بطريقة صحيحة وهذا هو المعنى الحقيقى لتجديد الخطاب الدينى.

----

كلية الحقوق - جامعة الإسكندرية

Email: [email protected]