عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


تمتد مرحلة الطفولة من اللحظات الأولي في حياة الفرد حتى يصبح بالغاً ناضجاً قادرا علي تحمل المسؤولية، وتمثل العمر الأمثل لتعلم واكتساب المعارف والمهارات والخبرات المتنوعة، وبذلك تعد من أهم المراحل التي  يمر بها الإنسان، فهي الفترة التي يتم فيها وضع البذرة الأولي للشخصية التي يتوقف عليها مستقبل حياة الطفل، فإما أن يصبح نبتة صالحة في المجتمع، وإما أن تفسد النبته ويصبح الطفل عنصرا ضارا لبيئته.
ويعد التعرض للتليفزيون من السمات المميزة لمرحلة الطفولة؛ إذ يمثل قوة جذب له لما يقوم به من دور مهم في إشباع وتلبية احتياجات الأطفال المتعلقة بالأحلام والخيال، وللتليفزيون تأثير قوي علي كيفية إدراك الطفل للبيئة بما تتضمنه من كائنات وأشياء من حوله حيث يعتقد الطفل أن التليفزيون يعكس العالم الحقيقي، ويتعرض الطفل للتليفزيون بشكل رئيسي من أجل التسلية والترفيه وبالتالي فهو يتعرض للمواد الترفيهية بنسبة أعلي مقارنة بالمواد الأخرى.
ومن ثم يقوم التليفزيون بوجه عام ، ومن خلال ما يقدمه من أفلام كارتون موجهة للطفل بوجه خاص بدور كبير في غرس صورة ذهنية عن العالم لدي الطفل، وفي إدراك الأطفال للواقع الاجتماعي لبعض الأدوار في المجتمع، وفي تكوين رؤيتهم للمفاهيم المختلفة، ومن هذه المفاهيم مفهوم البطول الذي عادة ما يقدمه أفلام كارتون الأساطير، والذي قد يؤدي إدراك الطفل له ولما يتضمنه من صفات بما لا يتفق مع ثقافة المجتمع المصري إلي بعض السلوكيات وإلي اعتناق بعض الأفكار التي ترفضها هذه الثقافة.
هذا وقد فرضت شخصيات الأبطال الخارقين التي أنتجتها الثقافة الغربية، أمثال: الرجل الوطواط  pat man والرجل العنكبوت spider man وسوبر مان super man ، وغيرها من الشخصيات الأسطورية الخيالية الخارقة؛ فرضت وجودها وسيطرتها، بما تعكسه من قيم وعادات، علي إعلامنا العربي الموجه للطفل، رغم أن ثقافتنا العربية، والشرقية عموما غنية بالأساطير التي تتضمن نماذجا لأبطال عظيمة ترتبط بوجدان الإنسان العربي، وتمثل امتدادا لثقافته وجذوره الحضارية، بما يجعل هذه الأساطير مصدرا هاما من مصادر الكتابة والإبداع الدرامي والفني الموجه للطفل، إلا أن إنتاجنا العربي الموجه للطفل فقير للغاية أو لا يتم إذاعته بقنوات الأطفال العربية، فحتي الأن لم يتم تقديم نموذج البطل العربي الخارق الذي يجسد قيم وثقافة المجتمعات العربية، ويكون بمثابة الشخصية الملهمة والمثل الأعلى للطفل العربي، في الوقت الذي يتم فيه الاعتماد كليا بهذه القنوات العربية علي الإنتاج الأجنبي الغربي بما يعكسه من ثقافات غربية تختلف فيما تقدمه عن قيم المجتمعات العربية والشرقية بما تتضمنه من قيم البطولة وصفات البطل .
وبذلك تبرز وبلا شك الحاجة إلي ضرورة توجيه الاهتمام العربي بوجه عام، والمصري بوجه خاص نحو العمل علي زيادة حجم الإنتاج العربي الموجه للطفل، ونحو ابتكار شخصيات أبطال كارتونية تكون بمثابة المرشد لخيال الطفل العربي، بما يساهم في مواجهة ما يعكسه الإنتاج الغربي في هذا المجال من قيم وعادات وتقاليد قد تختلف وقيم المجتمع العربي، وذلك في ظل ارتباط هذا الدور بارتفاع كثافة مشاهدة الأطفال لأفلام الكارتون، وارتفاع مستوي انتباههم أثناء هذه المشاهدة، وفي ظل إدراكهم للواقع الرمزي الذي تعكسه هذه الأفلام، وبما يتلاءم مع طبيعة مرحلة الطفول.
وهذا ما ذهب إيه مصطفى صادق الرافعي في مقولته أن رؤية الكبار شجعان هي وحدها التي تخرج الصغار شجعان، ولا طريقة غيرها في تربية شجاعة الأمة.