رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

لفت الأنظار فى مؤتمر تجديد الفكر الإسلامى، الذى تستضيفه مؤسسة الأزهر الشريف، أن فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قام خلال الفترة الماضية بمهمة شاقة فى مجال تغيير المناهج التى تدرس داخل المعاهد الأزهرية والجامعة كذلك، واستحدث شيخ الأزهر مناهج جديدة لم تكن موجودة من قبل، فى إطار الدور المحورى الكبير الذى يقوم به الأزهر فى محاربة الفكر المتطرف الذى بات آفة عالمية تقضى على الأخضر واليابس، وتعد هذه خطوة أكثر من رائعة، فعندما تتحدث عن تجديد الفكر الإسلامى، لابد للقائمين على هذا التجديد من أن يؤمنوا به، وهو ما حدث بالفعل داخل الأزهر، وليس هذا بغريب على الأزهر الشريف الذى تجاوز عمره الآن الألف عام، فقد شهد الأزهر على مدار تاريخه الطويل حركات تجديد واسعة سواء فى مجال دراسة العلوم أو استحداث مواد أو التقريب بين المذاهب الأربعة، وغير هذا كثير، فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن ننسى العلماء الأجلاء الذين قادوا التجديد فى الفكر الإسلامى، وعلى سبيل المثال لا الحصر الشيوخ حسن العطار ومحمود شلتوت ومصطفى عبدالرازق ومحمد المراغى، ومحمد عبده وأخيراً الشيخ أحمد الطيب..

إن مؤتمر تجديد الفكر الإسلامى الذى يتبناه فضيلة الإمام، لهو لفتة تنويرية بالغة الأهمية جاءت فى حينها، وفى ظل ظروف استثنائية يمر بها العالم حالياً، والرائع فى هذا المؤتمر أن مشاركين كثيرين من كل أنحاء الدنيا حرصوا على الإدلاء بدلوهم فى هذا الأمر، ولا أكون مبالغاً فى القول إذا قلت إن فضيلة الدكتور أحمد الطيب يستحق بجدارة فائقة أن يطلق عليه الإمام المجدد، والدليل كما قلت فى البداية أن هناك الآن ثورة فى مناهج التعليم الأزهرية، وقد علمت من أحد الأصدقاء المقربين من فضيلة الإمام، أنه يقوم بنفسه بوضع كتب المناهج مع اللجان العلمية المتخصصة فى هذا الشأن، ومن بين هذه الكتب كتاب الثقافة الإسلامية الذى ينشر المحبة والسلام وكيفية التعامل مع الآخر والتأصيل للمواطنة الحقيقية، وتعليم النشء هذه المفاهيم.

كما أن المعهد الجديد الذى أنشأه فضيلة الإمام سيكون بمثابة منارة تنويرية تضاف إلى إنجازات الأزهر الشريف، خاصة أن هذا المعهد يقوم بإرسال بعثات إلى الخارج، ويقوم بتخريج وعاظ بشكل مختلف يتوافق مع تطورات العصر، وقد علمت أيضاً ان فضيلة الإمام قد نقح المناهج الأزهرية بشكل أكثر من رائع، خاصة فيما يتعلق بالمراحل قبل الجامعية، واقتصرت هذه المناهج على ما هو مهم بعيداً عن الحشو وخلافه، مما يغرق التلاميذ فى مشاكل كثيرة.

فى النهاية لا يملك المرء سوى توجيه التحية إلى فضيلة الإمام على هذه الجهود الرائعة التى تواكب تطورات العصر وتتوافق مع كل ما هو جديد فى العلوم بعيداً عن التعقيدات التى لا فائدة منها للمجتمع، وتكون قادرة على التصدى للمتحذلقين وناشرى التطرف وأفكار التخريب.