عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

ينطلق اليوم مؤتمر الأزهر الشريف حول تجديد خطاب الفكر الإسلامى برئاسة فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهذا المؤتمر يركز بالدرجة الأولى على تثقيف العاملين فى مجال الدعوة، وتحديث خطاب معاصر يتناسب مع طبيعة التحديات الجديدة.. الآن نحن فى حاجة ملحة لخطاب ديني عقلاني يدعو للسلم والتعارف، وينسجم مع واقع متعدد الهويات والأديان والانتماءات، ليس على مستوى العالم المفتوح فقط، وإنما داخل الوطن الواحد أيضاً، وفى المستوى الإقليمى المتداخل.. نحن فى حاجة إلى خطاب يؤمن بطبيعة الإيمان المتعدد والمتنوع، ويكون قادراً  على تهيئة المناخ الملائم لإنتاج منظومات أخلاقية تنهض بالمجتمع، وقادراً أيضاً على مواجهة الخطابات التى ترتكز على التصنيف العقائدى، وهى غالباً تستغل الصراعات السياسية - أقصد التصنيف العقائدى - إقليمياً ودولياً ضد الإنسان وضد جوهر الأخلاق.

الموقف الإسلامى والعربى ما زال يعانى من متلازمة تناقض بين دلالة اللفظ ومعناه وهذا ما يجعل الخطاب الدينى يصطدم بأمرين الأول هو استمرار اللغة القديمة فى كل عصر ومن هنا تنشأ الحركات التى لا شأن لها بالواقع ولا علاقة لها بلغة العصر، والثانى الإصرار على استعارة التجديد من الغرب خاصة فيما يتعلق بالترجمة، وهذا ما نتج عنه مواجهة المسلمين لمأزقين الأول أزمات داخلية تمر بها المنطقة العربية، والثانى نظرة الغرب للمسلمين، وهى النظرة التى سببت جرحاً كبيراً للمنطقة العربية.

هذا يقودنا بالتبعية إلى ضرورة إعادة النظر فى أداء المؤسسات الدينية التقليدية، ثم إعادة النظر فى عملية تغيير المفاهيم التى قامت بها الحركات الإسلامية التى تمسكت باللغة القديمة وجماعات الإسلام السياسي وغيرها، وهذا يحتم بالضرورة أن تشارك فى هذه العملية الثقيلة الأحزاب السياسية، وتقود مهمة بالغة الخطورة ولديها إرادة قوية فى تحديث الخطاب الدينى من داخل اللغة العربية التقليدية، وبعيداً عن الغرب ومصطلحاته، كما أن التجديد فى الفكر الدينى ما زال يحتاج للكثير من الكلام الوافر ليتمشى مع طبيعة العصر الذى نعيشه، حتى لا نفرز لغة جامدة لا يفهمها أحد.

كما أن مشكلة الخطاب الديني الحالي لدى البعض تتجلى فى العنف والعصبية، وتتضمن خطاباً أصولياً مختصراً لا يراعى الواقع الذى نحياه، وكلنا يعلم أن هناك جماعات دينية تتباهى وتتفاخر بخطاب دينى يتميز بمبدأ المفاخرة الشعورية، ويعدد كثرة الأتباع والمريدين، وهذه طريقة لا تدعو إلى التفاهم مع آخر، وتخلق نوعاً من الازدواجية ولا يمكن أن تجمع بين الشعوب، وتدعو إلى صدام.

والتجديد فى الخطاب الديني يقتضى الخروج من دائرة الرتابة وتثقيف العاملين فى مجال الدعوة إلى ضرورة تحديث الخطاب، ليكون متناسبا مع طبيعة التحديات المعاصرة داخلياً وخارجياً خاصة أن الخطاب الحالى يواجه مأزقا حقيقيا فى التعامل مع الغرب من حيث طبيعته، ولا بد من إيجاد خطاب إسلامى واضح ومميز يجيد التعامل مع العقلية الغربية بعيداً عن أسلوب النمطية والوعظ المباشر، كما هو حالياً فى مجتمعنا العربى والإسلامى.

وللحديث بقية.

رئيس حزب الوفد