رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ما سيعلنه الرئيس الأمريكى ترامب غداً ليس «صفقة القرن» مثلما يحلو للبعض تسميتها. . هى ليست صفقة أصلاً. . لأن مفهوم «الصفقة» لا ينطبق الا على اتفاق يتراضى عليه طرفان معنيان بأمر ما. . أو أكثر من طرفين. . فكيف يمكن اعتبار ما يتحدث عنه ترامب صفقة، بينما يرفضه الطرف الأصيل فى أمر فلسطين. . وهم الفلسطينيون أنفسهم؟!.   

 

< نعلم="">

إن ما سيعلنه الرئيس الأمريكى غداً ليس جديداً. . أو غريباً. . وهو ليس إلا وهم كبير يسيطر على رأس ترامب ومستشاريه الصهاينة. . فهم يتوهمون أنهم يستطيعون تسوية الصراع العربى الإسرائيلى عن طريق شراء أو «رشوة» الفلسطينيين بحفنة دولارات. . مع القفز على القضية الأساسية. . أى قضية الدولة المستقلة. . وتفاصيلها التى تشمل على سبيل المثال مسائل الأرض والمياه واللاجئين. . والقدس. . وأيضاً مع نسف كل مرجعيات وأسس ما سبق التوصل إليه من اتفاقات سابقة. . !!.

الاسم المناسب لهذه الأوهام هو «مؤامرة ترامب». . وأساسها هو تقديم حوافز اقتصادية كبيرة للفلسطينيين تعمل على تحسين حياتهم. . لكنها لا تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة. . ولا تستند على «حل الدولتين».

والمتتبع لما صدر عن واشنطن من أفعال وأقوال منذ بدأت حملة الترويج لهذه المؤامرة. . بما فى ذلك الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وأيضا الزج بالفلسطينيين داخل أتون الأزمات الاقتصادية بمنع كل أشكال الدعم المادى عنهم. . سيرصد بسهولة أن الأمريكيين أسقطوا من حساباتهم مسألة «الدولة الفلسطينية» ويريدون اختزال الأمر كله فى معادلة «الأموال للفلسطينيين مقابل الأمن للإسرائيليين». . وهذه الأموال لن يدفعها الأمريكيون أو الإسرائيليون بالطبع. . لكن تدفعها أطراف عربية أخرى ـ للأسف. . أى أن الأمريكيين يصدِّرون الأزمات المالية والمعيشية للفلسطينيين ويساومونهم على حلها بأموال العرب. . مقابل ضمان الأمن لدولة الاحتلال والتنازل الى الأبد عن حل دولتهم المستقلة العادل. . وللأسف يساعدهم قادة بعض الفصائل الفلسطينية على التمادى فى هذا الظلم. . بانقسامهم وصراعاتهم التى تضعفهم وتسوقهم الى القبول بتقديم التنازلات تلو التنازلات. . !!.

 

<>

هل سيقبل الفلسطينيون بمثل هذه « القِسْمَة الضِّيزَى» التى تجور على أبسط حقوقهم فى العيش داخل دولة مستقلة تقام فوق جزء من أراضى وطنهم المحتل. . وليست أية أرض أخرى. . لا فى سيناء ولا غيرها من أراضى الجيران العرب. . ؟!.

بالطبع لا. . مهما كان الثمن. . ومهما كانت قيمة هذه الرشوة التى لا نستغرب أن تكون هناك قيادات عربية قبلت بدفعها من أموال شعوبها.

أيضا. . لن تقبلها الشعوب العربية والقوى الدولية التى تتمسك بمواقفها القائمة على ضرورة إيجاد حل عادل للصراع الفلسطينى الاسرائيلى. . يقوم على الالتزام بالقرارات الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. . وهو ما تتمسك به أيضاً القيادة المصرية وتعلنه أمام كل المحافل الدولية.

 

< ماذا="" يعنى="">

يعنى أن الأمريكيين لا يريدون فى حقيقة الأمر «صفقة سلام» لكنهم يريدونها «مؤامرة استسلام» تلتهم ما تبقى للفلسطينيين من ​حقوق. . وتنتهى بتصفية القضية الفلسطينية. . على طريقة فرض سياسة الأمر الواقع.

وهذا وهم كبير لا يعكس إلا حالة الجهل والسفه التى يعانيها الرئيس الأمريكى وصهره أو «ولى عهده» جاريد كوشنر وفقاً للوصف الساخر الذى أطلقه عليه الكاتب الإنجليزى روبرت فيسك. . والذى نجد من المناسب جداً أن نعيد الإشارة الى رأى فيسك نفسه فى هذه المؤامرة. . حيث يشكك فى إمكانية قبول الفلسطينيين بتسوية الصراع مع إسرائيل مقابل المال بعد ثلاث حروب بين العرب وإسرائيل. . وعشرات الآلاف من القتلى وملايين اللاجئين. مؤكداً أن «كوشنر» تسيطر عليه الأوهام إن كان يعتقد أن هذه الصفقة ستنجح. . وأن الفلسطينيين الذين خسروا وطنهم قبل نحو 70 عاماً لم يتظاهروا مرة واحدة فى شوارعهم المدمّرة طلباً لشوارع أفضل أو مناطق حرة خالية من الضرائب. . فكيف يمكن لكوشنر أن يُهين كل الشعوب العربية بمطالبتهم بمقايضة حرّيتهم واستقلالهم وسيادتهم وكرامتهم وهويتهم بالمال. . ؟!.

 

<>

ما سيطرحه الرئيس الأمريكى اليوم ليس إلا مجموعة من الأفكار العشوائية والخيالية والشاذة غير القابلة للتنفيذ. . يريد ان يكسب بها أصوات الناخبين من أعضاء اللوبى الصهيونى ذى التأثير الكبير فى الانتخابات الأمريكية. . هو وهم كبير سرعان ما سيتحول الى سراب بعد أن يرحل ترامب عن «العرش الأمريكى»، ومعه عصابته الصهيونية. . ثم يأتى متآمر آخر بأفكار أخرى ينشغل بها الناخبون الأمريكيون من جديد!