عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أين كتّاب الدراما من هذه المشاعر الوطنية والإنسانية التى تدفقت من طالب كلية الشرطة عاطف وائل طاحون أثناء كلمة له فى احتفال وزارة الداخلية بالعيد 68 للشرطة فى حضور الرئيس السيسى.

الطالب الشاب فى السنة الأولى بأكاديمية الشرطة أبكانا وأضحكنا فى نفس الوقت، وحرك فى ملايين المصريين جينات العزة والفخر والكبرياء، وقدم بيانًا عمليًا جديدًا على أن مصر فى رباط إلى يوم الدين، وبرهانًا على أن الجيش والشرطة لو مات فيهما اليوم شهيد فيه ألف غيره يتولد.

الولادة الوطنية من رحم غائر فى جسد مصر تحول إلى مصنع لإنتاج الأبطال الذين عاهدوا الله والوطن بأن حياتهم فداء للتراب، وعربون للاستقرار، وهم جيش جرار لا يتوقف منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

لا يوجد بيت فى مصر إلا ذرف الدموع على الشهيد وائل طاحون، ومن بعده الشهيد زوج ابنته اللذين طالهما رصاص الإرهاب وهما يؤديان واجبهما الوطنى، خلال استشهاد العميد وائل كان ابنه تلميذًا فى المدرسة الإعدادية، وأخته أكبر منه بقليل، فقدا الأب فى سن صغيرة، ووقفت الأم إلى جوارهما تضخ فى عروقهما رحيق الوطنية، ووضعت أمامهما صورة البطل، وتزوجت الابنة، وكبر التلميذ عاطف، وحصل على الثانوية العامة وقرر استكمال رسالة والده الشهيد، بالالتحاق بأكاديمية الشرطة.

عاطف الآن طالب بالسنة الأولى فى مصنع الرجال، وجه رسالة إلى المصريين من علي منصة الكرامة والشرف بعد استئذان قياداته مفادها لا تخافوا، ولا تجزعوا، سلسال الأبطال مستمر، ولن يستطيع الأشرار تخويفنا، أنا فقدت والدى وزوج شقيقتى فى ساحة الشرف، والآن أقف فى طابور الشهداء مع زملائى، أرواحنا ليست أغلى من استقرار الوطن وحماية المواطنين، ويتوجه عاطف إلى والدته وشقيقته يقبل رأسيهما ويديهما، ويستقبل الرئيس السيسى أسرة البطل الشهيد ويوجه لهما التهنئة بعيد الشرطة، ويعدهما بأن ثأر الشهيدين سيأخذ به عاطف وزملاؤه.

بكينا وضحكنا باطمئنان ونحن نستمع إلى قصة أروع بطولة يرويها شاب لم يكمل عامة الثامن عشر، وهو يجدد فينا الطمأنينة بأن سفينة الوطن تسير فى اتجاهها الصحيح، بقيادة ربان ماهر اختاره الشعب لتولى المهمة فى أحلك الظروف وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى.

الرئيس هو الذى أعطى إشارة ضرب الإرهاب بالقوة الغاشمة، ومن وقتها مصانع الرجال فى الجيش والشرطة لا تكف ولن تتوقف عن ضخ الأبطال الذين يواجهون بصدورهم رصاص الغدر والخسة والندالة.

عاطف وائل طاحون يستحق ما قاله فى احتفال الشرطة قصة اجتماعية بوليسية إنسانية فدائية تعرض فى السينما والتليفزيون، وتطرح فى الاحتفال بالعيد الـ69 القادم الذى نتوقع أن يكون عام القضاء على الإرهاب بالكامل، الاحتفال هذا العام يؤكد ذلك، إنه مقدمة لمصر خالية من جماعات الشر، بعد أن حلت الورود والشيكولاته والاحتفالات فى ميدان التحرير، محل العنف الذى كانت تخطط له الجماعة الهاربة الجبانة، كانت هذه الجماعة تتوقع خروج المصريين للعنف، فخرجوا للاحتفال، وتبادل التهانى مع أبطال الشرطة.

مصر بخير بفضل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبفضل وعى المصريين، وبفضل جيل جديد من الشباب المصرى لا يهاب الموت، ويعتبر استشهاد أحد أفراد أسرته فداءً للوطن، ويقرر السير على دربه من أجل وطن حر وشعب آمن.

احتفال الشرطة هذا العام أكد أن مصانع الأبطال تواكب متطلبات العصر فى تجهيز الأبطال، وإذا كان وائل طاحون قد استشهد وغيره من المئات، فإن عاطف وائل طاحون يقف فى الصف مع زملائه يدافعون عن الوطن، وعن الشعب الذى فوضهم فى حماية الجبهة الداخلية.