رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

دلالتان بارزتان لإعلان «لص أنقرة» تلقيه طلبًا من الحكومة الصومالية للتنقيب عن النفط فى المياه الإقليمية الصومالية.. فى هذا التوقيت بالذات.. وعقب عودته مباشرة من مؤتمر برلين الخاص بالأوضاع فى ليبيا.. وأيضًا عقب افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لقاعدة برنيس العسكرية على أدنى نقطة حدود مصرية من الجهة الجنوبية الشرقية على البحر الأحمر.. وسط احتفالية ضخمة بمشاركة جميع أسلحة وقطاعات الجيش كانت بمثابة رسالة للعالم كله.. عن مدى قوة ومناعة وصلابة مصر أمام جميع المخططات والمؤامرات التى تستهدف النيل منها والمساس بأمنها وسيادتها.. وعلى رأسها ما تحيكه تركيا ورئيسها بدعم ومساندة طفل الدوحة الطائش.. وأطراف أخرى بعضها كان مشاركًا فى مؤتمر برلين نفسه.

•• هاتان الدلالتان

أولهما: ان أردوغان خرج من برلين خالى الوفاض وعاد إلى بلده وهو يجر أذيال الخيبة بعد ما تلقاه من صفعات أوقفت عمليًا أطماعه ومغامراته المجنونة فى ليبيا.. وأن أردوغان بعد برلين ليس كما أردوغان قبلها.. على الأقل بالنسبة للأوروبيين الذين تنبهوا إلى خطورة ما يفعله الرئيس التركى من شحن لإرهابيى داعش وغيرها من سوريا إلى الأراضى الليبية على الشاطئ المقابل لشواطئ دول جنوب أوروبا.. وخطورة عبثه بمياه منطقة شرق البحر المتوسط وثروات دولها.

وثانيهما: أن «لص أنقرة» عازم على الاستمرار فى أطماعه وأحلامه وتخاريفه واستفزازاته تجاه الدول العربية.. كلها بلا استثناء.. وتجاه مصر بالذات التى كلما ازدادت قوة وثقلا سياسيا وعسكريا واقتصاديا زاد كره أردوغان وعداؤه لها.. ومحاولاته جرها إلى الصدام معه.. فهاهو يذهب إلى الصومال بالقرب من مضيق باب المندب المدخل الجنوبى للبحر الأحمر.. إلتفافا على الخطوة المصرية الموجعة له بافتتاحها قاعدة برنيس.. متخذا من عمليات التنقيب عن البترول الصومالى ستارا لتواجده العسكرى هناك.. تمامًا مثلما فعل بتوقيعه «اتفاقية الخيانة» مع رئيس حكومة الوفاق الليبية التى يستغلها لتواجد قواته أيضًا بالقرب من حدود مصر الغربية.. ردا على تعاون مصر النفطى مع قبرص واليونان وتوقيعها اتفاقيات ترسيم الحدود الاقتصادية البحرية معهما.. وإنشاء الدول الثلاث منتدى غاز شرق البحر المتوسط فى تجاهل تام لوجود تركيا فى عضويته.

•• لماذا الصومال؟

من المعلوم أن أردوغان لم يكن غائبًا من المشهد الصومالى منذ سنوات.. ومثلما استطاع النفاذ إلى الكثير من دول شرق افريقيا عن طريق المساعدات الإنسانية والاستثمارات المالية.. فقد فعل ذلك مع الصوماليين أيضًا.. إلى أن نجح فى تحقيق مراده قبل نحو 3 سنوات.. واستطاع إنشاء قاعدة عسكرية تركية هناك تطل على خليج عدن.. وتمكنه من الاقتراب من مضيق باب المندب.. تحقيقًا لحلمه فى السيطرة على مدخل البحر الأحمر.. ذلك الحلم الذى أراد تدعيمه أيضا باتفاقية جزيرة سواكن التى وقعها مع الرئيس السودانى السابق عمر البشير لينشئ قاعدة تركية ثانية على تلك الجزيرة السودانية.. والتى لم نعرف لها مصيرًا حتى الآن بعد التغيرات السياسية فى السودان.

ومن الواضح أن أردوغان بعد أن أفشل مؤتمر برلين خططه لغزو ليبيا.. لجأ إلى اللعب بورقة الصومال ليهدد أمن مصر والعرب من خلال زعزعة أمن منطقة البحر الأحمر.

•• وليس خافيًا

أن البحر الأحمر صار خلال الأعوام الأخيرة الماضية منطقة صراع نفوذ بين قوى دولية وإقليمية.. اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا.. أمريكا أقامت أكبر قاعدة عسكرية لها فى إفريقيا بدولة جيبوتى على مضيق باب المندب حيث المدخل الجنوبى للبحر الأحمر.. كما توجد هناك فى نفس الدولة قواعد عسكرية لفرنسا والصين.. إلى جانب تواجد قوات يابانية.. وسعودية.. و«قطرية» أيضا..!!

واسرائيل متواجدة بقوة على خريطة هذا الصراع.. حيث تمتلك العديد من القواعد العسكرية فى إريتريا الواقعة كذلك على مضيق باب المندب.. وهناك على الشاطئ الآخر من المضيق تتواجد إيران بقوة فى اليمن خلف حلفائها الحوثيين.. فى الحرب ضد قوات التحالف العربى الذى تقوده السعودية والإمارات.

كما يدرك أردوغان أهمية التواجد التركى فى هذه المنطقة.. لأن من يمتلك السيطرة على المضيق يسيطر على البحر الأحمر بأكمله.. حيث الطريق لنقل بترول الخليج إلى الغرب.

•• وبالطبع

مصر تدرك جيدًا تطورات هذا الصراع وانعكاساته على أمنها القومي.. حيث تشكل تلك المنطقة البوابة الجنوبية لقناة السويس.. ومن يتحكم فيها يتحكم فى القناة.

ومن هنا جاء إنشاء قاعدة برنيس حيث تتمركز حاملة مروحيات الميسترال «جمال عبد الناصر».. ومن هنا أيضًا جاءت الأهمية الاستراتيجية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية الذى وقعته مصر مع السعودية والذى يستهدفه أردوغان كذلك بإعلانه التواجد فى الصومال للتنقيب عن النفط بالقرب من مدخل البحر الأحمر.. حيث ذهب إلى هناك ليس لخدمة الصوماليين ولكن من أجل فتح جبهة صراع جديدة مع مصر والسعودية.