عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

تقارب سعودى سورى مفاجئ جرى مؤخرًا، وظهرت معالمه بوضوح عندما دعا «عبدالله المعلمى» المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية نظيره السورى الدكتور «بشار الجعفرى لحضور حفل استقبال أقامه الأول على شرف الوزير السعودى «فهد بن عبدالله المبارك» بمناسبة التحضير لاستضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين. الأمر الذى اعتبر انقلابًا فى السياسة السعودية تجاه الدولة السورية. وسارع الجعفرى ولبى الدعوة وظفر بمشاعر التواصل والمحبة من قبل الأشقاء فى السعودية.

ولا شك أن الاختراق الدبلوماسى الحادث هذا لم ينبع من فراغ، وبالتالى لا يمكن اعتباره حدثًا جاء بالصدفة وإنما جاء كبادرة أمل تنبئ بعودة التواصل من جديد بين الدولتين، ومحاولة لطى صفحة الماضى الزاخرة بالخلافات، وبالتالى فإن هذا التطور من شأنه أن يمهد الطريق لفتح صفحة تحالف جديدة بين المملكة وسوريا لتعود العلاقات إلى طبيعتها فيما بينهما. ومن الطبيعى أن يكون هذا الحراك الانفتاحى موثقا من جانب الملك سلمان عاهل المملكة وولى عهده. أما ما حرك هذا التوجه فهو القاسم المشترك الذى يربط بين الدولتين حيال مواجهة التحالف الذى يجمع بين تركيا وقطر اللتين تتآمران على المنطقة من خلال دعمهما للارهاب ونسج المؤامرات ضد دول المنطقة.

بالإضافة إلى الدور الخسيس الذى لعبته الدولتان من أجل تقويض الحكومة الشرعية فى سوريا، وهو ما أكده الدكتور بشار الجعفرى مؤخرًا فى كلمته أمام الجمعية العامة عندما شن هجوما شرسا غير مسبوق على تركيا وقطر. وانبرى فاتهم النظام القطرى بدعم الإرهاب، بل وصرف مليارات الدولارات داخل المنظمة الدولية لشراء الذمم مقابل السكوت على رعايته للارهاب. ولهذا فإن التقارب بين السعودية وسوريا يعد من قبيل التطور الجديد الذى فرضته حاجة كل منهما للآخر فى مواجهة العدو المشترك الذى يجسده التحالف التركى القطرى.

التقارب السعودى السورى كان متوقعًا لا سيما وأنه جاء فى أعقاب تقارب إماراتى سورى تجسد فى إعادة الامارات فتح سفارتها فى دمشق فى ديسمبر 2018 مما يقرب المسافات بالنسبة لعودة سوريا إلى مقعدها فى جامعة الدول العربية، والذى أقصيت عنه عمدًا فى أعقاب القرار الخاطئ الذى اتخذ فى 12 نوفمبر 2011، والذى بمقتضاه علقت عضويتها فى الجامعة وفرضت عليها عقوبات سياسية واقتصادية. وبالتالى فإن هذه الخطوة التصالحية التى تبنتها اليوم المملكة العربية السعودية حيال سوريا تأتى لتعزيز العلاقات الأخوية بين الدولتين، ومعها يسود الشعور بأن ما مرت به العلاقات من توتر فى المرحلة الماضية ليس إلا سحابة صيف ستنقشع حتمًا وسيفتح الطريق بالتالى أمام الشقيقتين لتوطيد العلاقات فيما بينهما أكثر وأكثر.

ونقول اليوم حمدًا لله فما اتخذ حتى الآن من قبل دولة الامارات العربية والمملكة العربية السعودية هو خطوة رائدة على الطريق وستتلوها خطوات أخرى قادمة ترمى إلى توثيق العلاقات بين الدول العربية وسوريا العروبة لتعود المياه إلى مجاريها من جديد.